تبذل الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال مؤسساتها الشبابية المختلفة جهودا متواصلة من أجل توفير كافة مقومات النجاح وهذه خطوة على طريق دعم وتشجيع الحركة التشكيلية في بلادنا الغالية تخدم هذا اللون من الفن الراقي والممارسين له والمهتمين به. ومكتب رعاية الشباب بمحافظة الرس بصفته احدى هذه المؤسسات التابعة لها قام على مدى السنوات الماضية منذ افتتاحه ممثلا بقسمه الثقافي بجهود مشكورة في هذا المجال حيث نظم العديد من الفعاليات التشكيلية سواء على مستوى المحافظة او منطقة القصيم بوجه عام,, وهي خطوات واعية تمت في البداية على نطاق محدود لكنها هذا العام اخذت بعدا أكثر رحابة يمثل ثماراً يانعة لتخطيط مسبق وهو ما تجسد في معرض العام للفنون التشكيلية الذي تم تنظيمه مؤخرا بمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية,, حيث كان بحق تظاهرة فنية تشكيلية مدهشة عكست الاهتمام الكبير الذي يوليه المكتب التشكيلي والفنانين التشكيليين محترفين وهواة الامر الذي يصب في قناة إثراء ودعم الحركة التشكيلية على امتداد الوطن!. نقلة فنية واسعة فقد كان لمحافظة الرس قبل ايام موعد جميل مع حدث فني ثقافي متفرد يستحق الوقوف عنده كثيرا لانه يمثل نقلة واسعة ليس على مستوى المحافظة فقط وانما على مستوى منطقة القصيم بشكل عام,, فالمعرض ضم أكثر من سبعين لوحة وشارك فيه خمسة عشر فنانا تشكيليا من مختلف مناطق المملكة ويمثلون جيل الرواد والاسماء المعروفة حاليا الى جانب عدد من الفنانين الهواة الذين يبشرون بأسماء واعدة سيكون لها شأنها في الساحة التشكيلية مستقبلا عطفا على مستوى الأعمال التي قدموها من خلال هذا المعرض. أسماء بارزة وبنظرة سريعة على الاسماء الفنية المشاركة يمكن لنا ان نتعرف على مدى الجهود المبذولة لانجاح هذا المعرض وهم: سعد عبدالله العبيد صالح علي النقيدان فهد الربيق ابراهيم النغيثر علي الطخيس عبداله الحجي عبدالله العدل خالد الصوينع محمد العايد ابراهيم الخليفة علي النقيدان عبدالمحسن الطوالة عبدالله الحميدي ابراهيم البواردي برجس السكران. ولاشك ان مشاركة هذه الكوكبة من الفنانين في معرض واحد على اختلاف مستوياتهم وتنوع تجاربهم وتفاوت شهرتهم يعطي المعرض الكثير من عوامل الاهمية ويمنحه ابعادا مختلفة تبدو لرواده موشاة بألوان الطيف واضافة الى ذلك فإن كون الفنانين من مناطق متعددة جعل المعرض فرصة لالتقاء هذه الاسماء في قاعة عرض واحدة يضمها نادي الحزم بالمحافظة والساحة التشكيلية بحاجة الى مثل هذه المناسبت الفنية التي تقوي العلاقة بين فناني مملكتنا الحبيبة وهو ما نفتقده في معظم الاحيان بسبب انانية البعض ونظرتهم القاصرة التي تعتقد ان الفن التشكيلي فن اليد الواحدة!! إعجاب ,, ورجاء وكيل محافظة الرس خالد منصور العساف بعد افتتاحه المعرض تحدث لالجزيرة معبرا عن سعادته واعجابه بتلك الاعمال قائلا: إن مكتب رعاية الشباب ممثلا بقسمه الثقافي من خلال تنظيمه لهذا المعرض اعطى نموذجا مشرفا لما يجب ان تكون عليه المؤسسات الشبابية في هذا المجال فقد سعدت بتواجد هؤلاء الفنانين البارزين في محافظة الرس واعجبت بما رأيت من اعمال تحكي تجارب فنية تستحق الدعم والتقدير ولاشك ان تعاونهم مع المكتب خطوة مشكورة سيكون لها اثر كبير على مسيرة الفن التشكيلي في المحافظة وما لفت نظري ان هؤلاء الفنانين عرضوا اعمالهم الى جانب الاسماء الواعدة بل تجاوزوا ذلك الى تشجيعهم لهواة الفن في اندية المكتب وما ارجوه ان يكون هذا المعرض بداية لمعارض مماثلة في المستقبل فالفن التشكيلي يحتاج الى مزيد من الجهود ليواصل تألقه وابداعاته فتحية للجميع. فرصة رائعة ومن جانبه تحدث الينا مدير المكتب ابراهيم بن محمد الونين قائلا: لاشك ان هذا المعرض الذي سعدنا جميعا به وبإبداعات فنانينه منحنا فرصة رائعة للتفاعل الجاد مع عطاءات فنانينا التشكيليين ونحن باذن الله وبتوجيهات مستمرة ومتابعة كبيرة من سمو الرئيس العام وسمو نائبه سنصل الى مانصبو اليه في ظل دعم وتوجيه حكومتنا الرشيدة وأجدها مناسبة عزيزة لتقديم الشكر والتقدير لفناني المحافظة وزملائهم الفنانين المشاركين على هذا التواصل الرائع مع المكتب والتفاعل الجاد مع أنشطته الثقافية التشكيلية . تفاعل وإبداع بينما عبر لنا رئيس قسم الشؤون الثقافية الاستاذ سليمان ابراهيم الدغيم عن مشاعره في هذه المناسبة التشكيلية الجميلة بقوله:إن نجاح هذا المعرض مسؤولية اخرى نتمنى ان شاء الله ان نكون اهلا لها لانه سيكون دافعا لنا لتقديم المزيد من الانشطة الثقافية التشكيلية في المستقبل,, فهذا المعرض ثمرة جهود تضافرت خدمة للحركة الفنية التشكيلية في بلادنا بصفة عامة ومحافظة الرس بشكل خاص لان هذا اللون من الفن يحتاج الى عمل جاد متواصل ليصل الى الملتقى بالصورة التي تليق به,. رؤية فنية سألنا رئيس قسم التربية الفنية بكلية المعلمين بمحافظة الرس الاستاذ محمد صالح العايد عن رؤيته الفنية تجاه هذه الاعمال بوصفه احد اعضاء لجنة التحكيم اكتفى بقوله: المعرض ضم العديد من الاعمال الفنية لعدد من فناني المملكة ومن خلال مشاهدتي لها فإنها عبارة عن لوحات زيتية ولوحات مائية ومجسمات نحت على الرخام وقد لاحظت ان المدرسة الواقعية طغت على كثير من الاعمال الزيتية التي معظمها كانت مستوحاة من البيئة والتراث فضلاً عن بعض اللوحات التي تعبر عن المدرسة الانطباعية ولوحة واحدة من المدرسة السريالية وبشكل عام فإن الاخوة الفنانين ابدعوا فنيا حيث قدموا اعمالا تشكيلية متكاملة العناصر ومقتضيات ذات خبرة جمالية ناهيك عن تعدد الافكار والموضوعات,,, اما أعمال النحت للفنان علي الطخيس فهي عبارة عن مجسمات من الرخام ابدع من خلالها الفنان في تشكيل هذه الخامة الى اعمال فنية رفيعة المستوى نالت اعجاب رواد المعرض ولا سيما ان هذا النوع من الفن يعرض لأول مرة في المحافظة فلهؤلاء الفنانين جزيل الشكر لانهم منحونا الفرصة للاطلاع على اعمالهم والالتقاء بهم وأعتذر ان لم اعطهم حقهم في هذا المعرض المختصر.