إن كل عامل في ميدان التربية والتعليم سواء كان معلماً أو غيره يحمل أمانة ورسالة سامية وهي تربية أبنائنا وغرس السلوكيات والأخلاق والعادات الحسنة وذلك وفقاً لتعاليم شريعتنا السمحة وما يأمرنا به ديننا الحنيف. إلا ان الملاحظ وبكل أسف لدى الكثير من العاملين في هذا المجال (من معلمين أو غيرهم) أو حتى أولياء الأمور التركيز على الارتقاء بمستوى الطالب وتفوقه التحصيلي واهمال الجانب التربوي في حياته، فتجد المعلم يحرص على رفع مستوى تحصيل طلابه فحسب، كما أن ولي الأمر همه الأكبر نجاح ابنه دراسياً بغض النظر عن النواحي التربوية والأخلاقية في شخصيته وسلوكه وتعامله. لاريب في أهمية الجانب التعليمي أو (التحصيلي) في زيادة حصيلته العلمية وتأمين مستقبله العملي والوظيفي بإذن الله إلا أن الأهم من ذلك الجانب التربوي في حياة الطالب، إذ إن هذا الطالب الذي بعون الله وقوته سيساهم في بناء وطنه وأمته الإسلامية لن يفيده تعليمه وتحصيله الدراسي وحده تحقيقاً لهذا الهدف، كما أن هذا الطالب مستقبلاً سيكون مربياً لأبناء أسرته فإذا لم يكن متربياً تربية إسلامية سليمة فكيف سيربي أبناء في المستقبل؟، وكيف سيتعامل مع غيره من أفراد المجتمع معاملة مثالية نابعة من تربية مسبقة؟! ومن ناحيةٍ أخرى ما الفائدة من طالب متفوقٍ في دراسته منحرف في تربيته؟، فالتربية هي أساس تقدم وتطور أي أمة، وكما يقال وراء كل أمةٍ عظيمة تربية عظيمة وكما قال الشاعر أيضاً: هل العلم في الإسلام إلا فريضة وهل أمة سادت بغير التعلم والتعلم يشمل الناحيتين التربوية والتعليمية، فما يحصل عليه الطالب من معارف ومعلومات هو تعلم ومايكتسبه من سلوكيات وأخلاقيات ومبادىء وقيم ومثل هو تعلم أيضاً, فلكي ننشىء أبناءنا تنشئة سليمة ونكون منهم جيلاً مستقبلياً صالحاً نافعاً لنفسه ودينه ومجتمعه لابد من الموازنة بين الجانبين التربوي والتعليمي أو التحصيلي في حياتهم، بل وجعل الجانب التربوي في المقام الأول فالأهم التربية أولاً ومن ثم التعليم، وهذا هو الهدف الأساسي الذي ترمي إليه وزارة المعارف في إعدادها للمناهج الدراسية وذلك بالتركيز على مدى مايحققه المعلم من أهداف تربوية في درسه ومدى مايقوم به من جهود من أجل تقويم وتعديل سلوكيات أبنائه وتوجيهها التوجيه السليم. وهذه الأهداف التربوية شاملة لجميع المواد الدراسية حتى التربية الفنية فهي تربية قبل أن تكون فناً وكذا التربية الرياضية تربية قبل أن تكون رياضة, فالواجب على المعلم أن ينظر إلى ماهو أبعد وأهم من توصيل المادة العلمية للطالب وهو كما أسلفت جانب التربية. عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان التعليمي