المتعارف عليه بداهة بما لا يتعارض مع العقل وما جُبِلَتْ النفوس عليه واكتسبته من التعاليم الدينية، والاجتماعية، والتربوية، هو أن يقال للمحسن أحسنت، وللمسيء أسأت مع ملاحظة-تَنوّع المقام، والمقال، والمناسبة. وإذا ما كان الحديث عن الشعر الشعبي وفي -جزئية الشاعر الشعبي - تحديداً- فيجب (تحييد) حب الثناء المطلق - الساذج على عواهنه- على من لا يستحقه من واقع شعره مهما كانت المبررات كقول الشاعر ابن نباتة السعدي في بيت شعره الشهير: يَهْوىَ الثَّنَاءَ مُبَرِّز وَمُقَصِّرٌ حُبُّ الثُّنَاء طَبِيعَةُ الإْنْسَانِ لأن هذا من شأنه (غياب المصداقية وضعف حال التقييم الأدبي المنصف وغياب روح الرسالة الإعلامية الراقية في مهنيتها فيما يخص المُحاوِر الإعلامي الذي سيرد ذكره لاحقا في ثنايا الأسطر التالية). ففي حديث بيني وبين أحد أبرز مذيعي القنوات الفضائية الإعلامية الشعبية أفاد بأن أكثر الشعراء الشعبيين لا يحبون أن يُنقدوا في شعرهم من خلال الاحتكام لجودة نصوصهم من عدمها أو أن يُشار لضعف دورهم في الحراك الثقافي الأدبي أو لضعف مستوى قصائدهم مقارنة بغيرهم ممن يفوقونهم في مستوى نصوصهم من الشعراء في جانب قصائدهم الوطنية والاجتماعية الهادفة ولا تلبث أن تنقلب صداقتهم المؤقتة لأهدافهم الإعلامية وتلميعهم - كما يتوهمون - إلى عداوة إن لم تتحقق (وِفْقَ) سيناريوهات - بنات وهْم أفكارهم- فأجبته بما قاله الشاعر ذو الأصبع العدواني: كُلَّ امْرِيء رَاجِعُ يَوْماً لِشِيمَتِهِ وَإِنْ تَخَلَّقَ أَخْلاَقاً إِلَى حِينِ وكذلك قول الشاعر الشعبي الكبير محمد العبدالله القاضي: العوسجه لو هي على الشط ما أثمرت بوردٍ ويقوى الشوك والغصن غريافي فمثل هؤلاء الشعراء الذين يقف وعيهم عند مصالح الضوء يجب ألاَّ يؤبه بهم (لأن اللي ما يفيد نفسه ما يفيد الناس) وبالتالي يجب حسم الأمر (بصلافة تليق بتدني مفاهيمهم) الأدبية في الشعر أو - الشخصية- في التعامل وتعاطي القناعات مع الآخر..! بل أن إغلاق هذا الباب فيه حفظ لماء وجوههم وابتذالها مقابل تلميع وحفنة ضوء لم يقدموا من الشعر والأفكار ما يشفع لهم بالحصول عليها.. يقول الشاعر المعروف إبراهيم بن مزيد رحمه الله: وبعض الناس يوريك المحبّه وأرق من البريسم في تمامه إلى قام يتمسكن بالتلفّظْ تقول أطهر وأصح من الحمامه..! لأن الموضوع بأسره لا يقف عند - ثنائيات- بالتعامل بين شخصين وانطباعات عَكِرَه أو صافية حسب (تَبَدُّل الأحوال) بل أن المسألة تتعلق بتاريخ الشعر ودور من أُنِيطَ بهم وهم جديرون -إن شاء الله- في الارتقاء بهذا الشعر ولا نزكيهم ولكن هذا ما نعهده فيهم في الماضي ونتأمله في المستقبل. وقفة للشاعر سعد بن صبيح العجمي: لولاي أخلِّي كل وادي ومجراه ما صار لي عند النشاما شبوحي لا شفت خبلٍ يدبل الكبد بحكاه صدّيت عنه وقلت أنا أبخص بروحي [email protected]