اطلعت على الخبر المنشور بعدد الجزيرة رقم 14683 وتاريخ 26-1-1434ه والذي يحتوي على عمل ندوة للحوار مع السجناء وأسرهم وتثقيفهم وضرورة اتباع عادات وتقاليد المجتمع الذي هم جزء منه. وبهذا الخبر أحببت أن أشيد بدور جامعة شقراء وجهودها مع السجناء الذين يرغبون مواصلة دراستهم الجامعية بعد أن كانت تقف عند انتهاء مراحل التعليم العام، حيث بدأت منذ العام الماضي في افتتاح قاعات دراسية للسجناء وتم تزويدها بكافة المستلزمات الدراسية وأعضاء لهيئة التدريس الذين يقوم مدير الجامعة ووكيلها بلقاء الدارسين وسماع مطالبهم وبحث سبل تحقيقها وتشجيعهم لمواصلة الدراسة والاستفادة من المدة التي سيبقون فيها داخل السجن بزيادة تحصيلهم الدراسي والحصول على شهادة تؤهلهم بعد خروجهم، ولقد لقي هذا القرار من الجامعة أصداء كبيرة من أولياء الأمور الذين فرحوا بدراسة أبنائهم داخل السجن مما يزيد في ثقافتهم العلمية والاجتماعية التي يأملون إن شاء الله أن يكون خروجهم بداية خير وصلاح لأبنائهم مع تزودهم بالعلم والثقافة والخلق من خلال تعاملهم مع أكاديميي الجامعة ومسؤوليها باستمرار.. كما أن الاهتمام بالسجون ونزلائها ظاهرة تهتم الجهات المساندة بها حيث أقيم الجناح المثالي لمن هم مثاليون في خلقهم وسلوكهم وزود باحسن الأثاث والأمكانيات لراحتهم إضافة إلى جهود المديرية العامة للسجون التي تسعى إلى إكساب السجين المهارات العلمية والخلقية لكي لا يعود مرة أخرى إلى السجن ويعيش مع أسرته ويصبح عضواً نافعاً لمجتمعه. ومن فرحة الآباء والأمهات بهذه القاعات الدراسية وتواجدها بسجن شقراء طلبت إحدى الأمهات ألا يخرج ابنها بعد انتهاء محكوميته لكي يستفيد من الدراسة واكمال الجامعة بدلاً من خروجه وضياع دراسته أو عودته إلى ما قد يستوجب عودته مرة أخرى ويفقد مستقبله. وقد حرص مدير جامعة شقراء الدكتور سعيد المله كثيراً على تقديم إمكانات الجامعة للسجناء الشباب لتوجيههم عبر برامج وندوات تقيمها الجامعة إضافة إلى اكمال الدراسة عبر كلياتها داخل السجون وتوفير كافة مستلزماتها موجهاً ببحث المزيد من الخدمات لتحقق الجامعة دوراً تربوياً واجتماعياً يخدم أفراد المجتمع بكافة شرائحة.. تجربة رائدة من جامعة شقراء تستحق الثناء والدعم والمؤازة. - محمد عبدالله الحميضي - شقراء