تلقت الأمة الإسلامية في اليوم الرابع من الشهر الثاني سنة أربعة وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة بيان الديوان الملكي الذي صدر عبر وسائل الإعلام نعي العلاّمة محمد بن عبد الله السبّيل، عن عمر يناهز تسعة وثمانين عاماً، بعد معاناة طويلة مع المرض الذي أقعده الفراش بضع سنين عابداً صابراً محتسباً الأجر من الله الذي أعده لعباده الصابرين. ولد ونشأ وتعلّم بمحافظة البكيرية بمنطقة القصيم في بيت علم وتقى وورع، ودرس مبادئ القراءة والكتابة والحساب في كتّاب مسقط رأسه، وحفظ القرآن الكريم وعمره أربع عشرة سنة، وتلقى على علماء أفاضل علوم التجويد، والقراءات، والتفسير، والفقه، والتوحيد، والحديث، والفرائض، والنحو، والبلاغة، ودرّس العلوم الدينية في مدارس محافظة البكيرية، والإشراف في معهد بريدة العلمي، وإماماً وخطيباً ومدرّساً في المسجد الحرام، ورئيساً للمدرسين والمراجعين في رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام، ونائباً عاماً لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام وعضواً في هيئة كبار العلماء، وعضواً في المجمع الفقهي الإسلامي. كما أنه من العلماء الذين لهم حضور إعلامي في برنامج نور على الدرب الذي تعده وتبثه إذاعة القرآن الكريم، ومن الدعاة الحريصين على نشر تعاليم الدين الإسلامي لأكثر من خمسين بلداً! فأبقى ذكراً طيباً في قلوب الذين تلقوا من توجيهه وإرشاده ونصحه في منابر مساجدها ومراكزها ومنتدياتها. وعُرف - رحمه الله - بحبه ونصحه وإخلاصه لولاة الأمر والدعاء لموتاهم والبقاء لأحيائهم في مجالسه وخطبه وفتاويه. وصدقه مع الذين تعاملوا معه في المجال الدعوي والتعليمي والوظيفي، وحرصه على تلاميذه الذين تلقوا منه علوم التوحيد، والفقه، والتفسير، وعلوم النحو، والنقد، والعروض، وتواضعه مع الذين يستفتونه عبر الوسائل الإعلامية. ومن مؤلفاته ورسائله التي من أكثرها نشراً واطلاعاً وفائدة خطب في المسجد الحرام، ومن هدي المصطفى، وفتاوى مختارة، ورسائل بيان حق الراعي والرعية، وفي حكم حد السرقة، ودعوة المصطفى وغيرها من المؤلفات والرسائل. إن شيخنا الفاضل أبقى ذكراً طيباً، وصفات حميدة، وخلقا فاضلا، ومن الصعب سردها على صدر هذه الصفحة، إلا أني أكتفي بمشهد دخول جنازته على الأكتاف تحملها أقدام المشيّعين، والصلاة على روحه الطاهرة في الموقع الذي أم فيه المصلين في صحن وأروقة وساحات وسطوح الحرم، ودفنه في أطهر بقعة على وجه الأرض بمكة المكرمة.. رحم الله السبّيل وأسكنه فسيح جناته، وتعازينا لأبنائه وإخوانه والأمة الإسلامية.. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . بريدة - نادي القصيم الأدبي