توفى، يوم أمس، الشيخ محمد بن عبدالله السبيل إمام الحرم المكي سابقا بعد معاناة طويلة مع المرض. ودعا نجل الشيخ محمد السبيل الدكتور عبدالعزيز السبيل، جموع المسلمين ومحبي الشيخ بالدعوة له بالرحمة والمغفرة وأن يجزيه الله خيرا على ما قدمه من أعمال خيرة ومنها إمامة الحرم المكي لسنوات طويلة ورئيس لشؤون المسجد الحرام وأيضا عضوية هيئة كبار العلماء، وأشار الشيخ السبيل إلى أن الصلاة على الفقيد ستكون بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء في الحرم المكي وسوف يتم دفنه في مقابر العدل في مكةالمكرمة. والمتتبع لسيرة الشيخ محمد السبيل يجد الكثير من المواقف والإنجازات التي حققها طوال خدمته لبيت الله الحرام والعلم، فقد ولد في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1345ه موافق (1924م). وكان فضيلته أحد أئمة الحرم المكي وعضو هيئة كبار العلماء وعضو المجمع الفقهي الإسلامي ورئيس شؤون الحرمين الشريفين ورئيس لجنة أعلام الحرم بالمملكة العربية السعودية. و الشيخ محمد بن عبدالله آل عثمان الملقب بالسبيل من قبيلة بني زيد المشهورة، وبني زيد من قضاعة، وقضاعة من قحطان، ولد بمدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1345ه، وتعلم في كتاتيب مدينته ثم حفظ القرآن الكريم على يد والده ويد الشيخ عبدالرحمن الكريديس كما قرأ التجويد على الشيخ سعدي ياسين -رحمه الله-. أخذ العلم على يد مشاهير العلماء في البكيرية أمثال الشيخ محمد المقبل وأخيه الشيخ عبدالعزيز السبيل -يرحمهما الله- ثم واصل العلم على يد الشيخ عبدالله بن محمد أحمد بن حميد حينما كان رئيسا للمحاكم في القصيم. قام بتدريس التوحيد والتفسير والفقه وأصوله والفرائض والنحو والبلاغة والعروض والقوافي في المدارس والمساجد، عين مدرسا بمدرسة ابتدائية بالبكيرية 1367ه ثم مدرسا في المعهد العلمي ببريدة عام 1373ه، وفي عام 1385ه صدر الأمر بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد الحرام ورئيسا للمدرسين والمراقبين في رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام، وفي عام 1390 عين نائبا لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام للشؤون الدينية، وفي عام 1393ه تم تعيينه نائبا عاما لرئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام، واستمر في هذا العمل بعد التشكيل الجديد باسم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وفي عام 1411 صدر الأمر السامي بتعيينه رئيسا للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وقد تمت إحالته إلى التقاعد حسب رغبته عام 1420وهو عضو هيئة كبار العلماء والمجمع الفقهي في رابطة العالم الإسلامي. من مؤلفاته: رسالة في حد السرقة، رسالة في الرد على القديانية، أمالي في الفرائض، ديوان خطب. اشتهر بمشاركاته في برنامج نور على الدرب في إذاعة القرآن الكريم بالسعودية. درس على يديه العديد من طلاب العلم والعلماء، منهم الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء والشيخ عبدالرحمن الكليه رئيس المحكمة العليا. أشهر مؤلفاته: ديوان خطب (من منبر المسجد الحرام) و(رسالة في بيان حق الراعي والرعية) و(رسالة في حكم الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد). ورسالة في حد السرقة والخط المشير إلى الحجر الأسود ومدى مشروعيته، ودعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وفتاوى ورسائل مختارة، ومن هدي المصطفى (شرح لعدد من الأحاديث النبوية) و(حكم التجنس بجنسية دولة غير إسلامية) و(ديوان شعر) وغير ذلك.