ما زلت أتذكر قبل حوالي 15 سنة، وأنا «مبتدئة» في مجال العمل في الأنشطة التشكيلية، وضمن عملي التطوعي مع مجموعة فنانات الرياض، أقمنا لقاء ثقافي بمشاركة عدد من الأكاديميين، كان بينهم متخصص في المجال النقدي في اللغة العربية أخذ (ينقد) أو يقرأ عددا من الأعمال الفنية، بأسلوب وصفي في الغالب، وإن كنت حينها «مستمتعة» بالقراءة إلا أني لم أشعر أنه نقد. كنت أشعر أن لدي حاجة لم تتحقق أو أسئلة عجزت عن صياغتها في تلك الفترة أو بلورتها حتى في صيغة سؤال، نظرا لقلة خبرتي بطبيعة الحال ومحدودية تعليمي آنذاك. واليوم، ما زلت أقرأ ما يمكن أن يسمى (قراءات) من قبل البعض من المتخصصين في مجالات عدة، ربما الغالبية منهم تخصص أدبي مرتبط بمجال اللغة العربية، ومنهم أيضا المثقفون وكتاب الأعمدة، مقابل عدد محدود ممن يكتب المقالة النقدية في مجال الفنون البصرية أو التشكيلية. ومعظم متخصصي الفنون أصحاب الأعمدة، ومنهم كاتبة هذه السطور يعمدون إلى نقد الحركة التشكيلية ونموها وكل ما يتعلق بتذوق الفنون بشكل عام سواء من قبل الفرد أو المجتمع، بينما المطبوعات محدودة، ومخرجات أبحاث الماجستير والدكتوراه رهينة الأرفف، لا أدري هل السبب تكاسل العضو بعد الحصول على الدرجة في السعي لنشرها بعد تعديلها لتصبح في هيئة كتاب، أم عدم وجود جهة واضحة الاستعداد لطباعة مثل هذه الكتب، أم عدم مناسبة هذه الأبحاث للنشر! أعود لقضية الكتابة في مجال الفنون من قبل مثقفينا وكتابنا في الفترة الأخيرة، حيث أفرد البعض منهم مساحة جيدة للكتابة في مجال الفنون البصرية يتناسب مع حضورها القوي في السنوات الخمس الماضية، وهو أمر جيد وجميل خصوصا حين يقدم الكاتب هذا النص على أنه قراءة انطباعية لا نقدية، وفي ظل ثقافة حديثة عهد بالمجال، كنت أتمنى أيضا أن يُضاف لاهتمامهم المُفرح بالفنون البصرية، قراءة في تاريخ هذه الفنون، وتشجيع إداريي الجهات المختلفة على تنظيم المزيد من المحاضرات التخصصية في الفنون البصرية، سواء على مستوى الأندية الأدبية أو جمعيات الثقافة والفنون أو المحافل الثقافية المختلفة. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية