«إذا عُرف السبب بطل العجب» مثل ينطبق على صديقنا (المُجاهد في الحياة) أبو عبدالله والذي يصبغ (شعره) لدى الحلاق بشكل شبه أسبوعي، بعد أن غزاه (الشيب ) رغم أن الرجل لا يكبر (محدثكم) الذي للتو بدأ مرحلة (مقتبل العمر) إلا ب(10 سنوات فقط)، والسبب برأيي أن لديه زوجتين (الشر برا وبعيد)، فالأولى (أم عبدالله) والثانية (أم صالح)؟!. طبعاً (أبو عبدالله وصالح) كما يحب أن نطلق عليه (دفعة واحدة) من باب (العدل)، ما فتئ التغرير ببقية الأصدقاء لخوض (تجربة التعدد)، وذكر محاسنها دوماً حتى إنه قال (ذات مرة): إن من نعم الله علي أن رزقني (زوجة ثانية) بيني وبينها (توارد خواطر) عجيب، فبمجرد أن اشتهي أكل (جريش وقرصان) على الغداء (مثلاً) في اليوم المخصص لها، تبهرني أنها بالفعل (أعدت ذلك) دون أن تعلم بما يدور في خاطري!! وهذا تكرر كثيراً!. ما شاء الله (اللهم لا حسد) يبدو أن هذه من (الكرامات) التي خص الله بها (المُعددين) دون غيرهم؟!. طبعاً وقع في الفخ (نفر غير قليل) ممن يستمعون لمثل (القصة) التي أعتقد أنها من باب: وعين الرضا عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدي المساويا!! بدليل أنني عندما سألته عن (الحالة) مع أهل بيته الأول قال: (أم عبدالله) هي الخير والبركة لكن لا أذكر أنني حدثت نفسي يوماً (بشيء)، وعملته كما أردت من تلقاء نفسها!!. فمثلاً عندما اشتهي (مطازيز)، أجدها قد أعدت (سليق)، وتركته (مغلفاً) عند الخادمة مع (كأس لبن) وغادرت لبيت (أهلها) لتقوم بواجب (ما) ثم تعود؟!. سؤال بريء وبتجرد وموضوعية: لماذا يدعو (المعدد) غيره دوماً لفعل ذلك؟!. هل هذا من (باب النصيحة) وأنه يُحب لغيره ما يُحب لنفسه؟! دعونا (نصفي النية) ونقول هو كذلك بالفعل!. طيب إذا كان كذلك، ما حقيقة (مشاهداتنا) للزوج المعدد؟! حيث نجد أن (النسبة الأكبر) من المعددين (عبر المسلسلات) ومن خلال (الروايات الاجتماعية) وحتى من خلال الأمثلة (المحلية والشعبية) يصور بأنه يعيش حالة من (النكد الدائم)، ورأسه مليء بالصراخ والمشادات والعويل وتماسك (الزوجات بالشوش)؟! . مع عدم إغفال أن هناك (نماذج رائعة) لأزواج معددين بالثلاث والأربع والأمور (100 فل وعشرة)؟!. أعتقد أننا نتجنى كثيراً على التعدد، ونصوره ونتصوره (بطريقة خاطئة)!. هذه ليست (مقالة تحريضية) للتعدد وليست ضده، ولكنه سؤال يستحق التأمل: هل المعدد الذي يدعو (غيره) لفعل ذلك، صادق أم مُخادع؟!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]