تمر الأيام والشهور سريعاً حتى لا تكاد تتأقلم مع كتابة تاريخ العام إلا وقد أذن بالانصرام ودخول عام جديد، وهذه الأيام من أعمارنا، بل هي أعمارنا، وما أعمارنا إلا مجموعة من الأيام، والمؤمن الفطن من اتخذ تقدم الأيام عبرة وعظة. مع بداية الأعوام الهجرية لا تسن أعمال تعمل فيها، ولكن ينبغي لكل عاقل أن يعتبر بها ويحاسب نفسه (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا)، والإشكال أن تمر علينا الأعوام متتابعة وأعمالنا هي هي لا جديد، فالذي ينبغي للمؤمن أن يكون جاداً في حياته بحيث لا تكون حياته سبهللية، ضائعة، فلا يستفيد منها في أمور دينه ولا أمور دنياه. قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: - إضاعة الوقت أشد من الموت، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها، وقال أيضاً: أعظم الزرع في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها. ولو تأملت أخي القارئ الكريم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس) وذكر منها (وعن عمره فيما أفناه)...، لعلمت أهمية الوقت والسنين التي تمر بك، فاحرص يا موفق على الاستفادة منها. * الرياض