نيابة عن معالي وزير التَّعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري افتتح معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر المؤتمر الحادي عشر لجراحي المناظير الآسيويين الذي تنظمه الجمعية السعوديَّة لجراحة المناظير مساء يوم الثلاثاء وذلك في فندق ماريوت بالرياض. وفي كلمة ألقاها أكَّد معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر بأن جامعة الملك سعود تحرص في سياق عنايتها بالبحث العلمي على دعم اللقاءات العلميَّة ورعايتها والتشجيع عليها، انطلاقًا من إحساسها بمركزها العلمي، وتفعيلاً لدورها التثقيفي، وتعزيزًا لمكانتها العلميَّة العالميَّة. وأضاف: يتأكَّد ذلك حين ندرك مدى أهمية مثل تلك اللقاءات في متابعة الجديد على أرض المعرفة، وتبادل الخبرات بين المختصين، مشيرًا إلى أن أهمية هذه اللقاءات تتضاعف حين يكون موضوعها متعلقًا بصحة الإنسان كهذا المؤتمر الذي يعنى بجراحة المناظير، لافتًا إلى أن جراحة المناظير تشهد تقدمًا مستمرًا يستدعي متابعتها واستثمار نتائجها في حفظ صحة الإِنسان، مؤكدًا في الوقت نفسه بأن الجوانب الطّبية والصحيَّة تحتل مكانة سامية في هرم البحوث المعرفية لصلتها المباشرة بصحة الإِنسان، ودورها في حلِّ مشكلاته. وأضاف: من هنا اكتسب هذا النَّوع من البحوث قيمة كبيرة جعلت الدول والمؤسسات تنفق بسخاء عليه، وبقدر ما تلقى هذه البحوث من الدعم يكون مستوى النتائج. كما بيَّن رئيس الجمعية السعوديَّة لجراحة المناظير ورئيس المؤتمر الأستاذ الدكتور عبد الله الضحيان أن هذا المؤتمر الذي يضمّ أكثر من 200 متحدث دولي من رواد جراحات المناظير في أمريكا وأوروبا وآسيا بالإضافة إلى رواد جراحات المناظير بالوطن العربي ويُعدُّ الأول في الشرق الأوسط ويقوم بتغطية أحدث الإنجازات الجراحية في أكثر من أحد عشر تخصصًا جراحيًا دقيقًا. وأضاف الضحيان أن المؤتمر يضمّ جلسات لاستعراض أهم الإنجازات والتطوُّرات الجراحية على المستوى الآسيوي بالإضافة إلى أكثر من 500 مقترح بحثي دولي ومحلي. وأوضح أيْضًا أن المؤتمر سيقوم على تبادل الخبرات الدوليَّة وتوطيد العلاقات بين الجامعات المحليَّة والدوليَّة مما يزيد من فرص التعاون المستقبلي ويفتح باب التطوير والابتعاث لجميع الكوادر الوطنيَّة وذلك بحضور عدد من رؤساء المراكز الجراحية العالميَّة والجامعات الدوليَّة التي تحتل أعلى المراكز العالميَّة. كما بيَّن رئيس اللَّجْنة المنظمة الدكتور عائض القحطاني أن هناك ما يقارب 200 متحدث يعدون من الرواد في جراحات المناظير وبحضور 2000 مسجل وستقام الجلسات في أربع قاعات للمحاضرات في جراحات السمنة والقولون والأمعاء والربوت وجراحة الأطفال والنساء والولادة وجراحات الصَّدر والمسالك البولية وعمليات الفتاق بالمناظير والكبد والمرارة، مشيرًا إلى أنّه تَمَّ مراجعة ما يقارب 500 ورقة علميَّة وقبول المميز منها لتقديمه في المؤتمر. وفي تصريح خاص ل(الجزيرة) أكَّد الدكتور عبد الله الضحيان أن المملكة لها دور كبير في مجال الجراحات ولكنَّه لم يبرز بالشكل المطلوب وكذلك عدد الأطبَّاء قليل. وأضاف أن الهدف من هذا المؤتمر هو إحضار عدد كبير من أطباء وجراحين في مجال جراحة المناظير والذين لديهم خبرة حتَّى يتم رفع مستوى الإحساس لدى الأطبَّاء السعوديين بأنّهم لا يقلون مكانة ومستوى أو خبرة من هؤلاء الأطبَّاء. وأضاف أيْضًا نهدف إلى معرفة التقنيات الجديدة والمبتكرة والخبرات كاشفًا عن إجراء عمليات جراحية متزامنة مع هذا المؤتمر بالتعاون مع مستشفى الملك فهد بالمدينة الطّبية من أحد المدعوين لهذا المؤتمر لإبراز خبرته، إضافة إلى حضور أشهر جراح في العالم وهو الكوري البروفسور راي المتخصص في جراحة المسالك البولية واستئصال البروستاتا وسيقوم بعملية جراحية في مستشفى الملك خالد. ونوّه الضحيان إلى حضور عدد كبير من الأطبَّاء المميزين ليس على مستوى بلدانهم فقط وإنما على مستوى العالم. وبيَّن الضحيان أنهَّم في الجمعية يدعمون الطلاب من خلال مساعدتهم في البحوث بإعطائهم مبالغ ماليَّة مقابل عملهم العلمي والمساعدة على ابتعاثهم وكذلك توفير أماكن التدريب للأطباء في العالم لافتًا إلى أن اختيار الطَّلبة والأطبَّاء يحكمه معيار النَّشاط في إجراء البحوث والتزامهم وانضباطهم. وأوضح الضحيان أن جراحة المناظير ينتظره مستقبل زاهر لافتًا إلى أن جراحة المناظير بدأت منذ 23 سنة وبدأت في المملكة بعدها بسنة وهذا يؤكِّد على أننا مع الركب وليس خلف الركب والمملكة اليوم يشار لها بالبنان في هذا المجال. وكشف الضحيان ل(الجزيرة) أنه من خلال الجمعية يتطلعون إلى إنشاء دورة تدريبيَّة لأطباء جراحة المناظير في المملكة وإنشاء مركز لجراحة المناظير مع مركز تدريبي حتَّى نقدم للطبيب السعودي ما يحتاجه من شهادة وتدريب عملي ونظري. وأوضح ل(الجزيرة) رئيس اللَّجْنة المنظمة الدكتور عايض القحطاني أن من أبرز الأشياء في المؤتمر هو وجود يومين متواصلين على جراحات السمنة وورشة عمل كانت قبل المؤتمر تتحدَّث عن كيف يمكننا تقديم الخدمات العلاجية لمرضى السمنة في جميع التخصصات منوهًا بحضور عدد كبير من المتخصصين الذين يعدّون قياديين في وضع الخطط العلاجية، منوهًا إلى وجود 30 ساعة تدريبية معتمدة لِكُلِّ قطاع خصص 30 ساعة لجراحة مرضى السمنة و30 ساعة للجراحات التنظيرية الأخرى. ومن جهته كشف ل(الجزيرة) رئيس قسم الجراحة بكلية الطب بجامعة الملك سعود استشاري عمر عبد الله العبيد عن ارتفاع ملحوظ وإقبال من طلاب وطالبات جامعة الملك سعود في جميع التخصصات، وأضاف: سابقًا لا يوجد في المملكة أيّ طبيبة متخصصة في الجراحة الصدرية والمريء والآن تَمَّ تعيين طبيبتين معيدتين في كلية الطب بجامعة الملك سعود في هذه السنة وأيْضًا جراحة المخ والأعصاب أصبح لدينا طبيبات متخصِّصات بالإضافة للجراحة العامَّة يلاحظ ارتفاع الإقبال عليها أكثر من السابق بمختلف تخصصاتها. وأشار العبيد إلى أن بعض الطَّلبة تتغيَّر نظرته للجراحة بعد دخوله لغرف العمليات ويَرَى كيفية تعامل الجراح مع المرضى وكيفية العلاج والمتابعة مرجعًا ذلك إلى التخوف من الجراحة ولكن بعد الممارسة يتعود الممارس على التَّعامل مع مثل هذه الحالات، مشيرًا إلى أن المملكة تحتاج إلى عدد كبير من الأطبَّاء في جميع التخصصات لافتًا إلى أن نسبة الأطبَّاء السعوديين تصل إلى 25 بالمئة من المجموع الكلي. وأضاف: يجب علينا أن نهتم بجودة المخرجات من خلال التدريب والتَّعليم بعد التطوّر الكبير والهائل في مجال التَّعليم والتدريب ووسائله، حيث كان في السابق يتم التدريب على المرضى أما الآن يَتمَّ التدرب على أجساد صناعيَّة محاكية وقريبة من الواقع.