تبدع أنديتنا واتحاداتنا الرياضية ولاعبينا في خلق أنواع مختلفة من الأعذار وكأن هناك شماعة يتم من خلالها وضع الطريق الأقصر نحو تبرير الفشل.. فسمعنا كثيرا من المسئولين والمدربين واللاعبين عن الإرهاق عندما يخوض الفريق مباريات متتالية.. وسمعنا أكثر عن غياب اللاعبين عن أجواء المباريات عندما تعود الفرق من فترات التوقف.. وفي ضل هذه الموضوعات التي تطرح من هنا وهناك ظهر أمامنا على استاد الملك فهد الدولي بالرياض نجم منتخب الأرجنتين وبرشلونة اللاعب الأفضل على مستوى العالم ليونيل ميسي هو وزملاؤه ليقدموا لنا درس في كيفية الأداء برتم عال رغم كثرة المباريات، حيث أدى ميسي أربع مباريات خلال عشرة أيام واحدة في روسيا في دوري الأبطال، ومن ثم مع منتخب بلاده أمام السعودية في الرياض ومن ثم مباراتين في إسبانيا إحداهما في الكأس والأخرى بالدوري ليضرب بالأعذار الواهية عرض الحائط ويؤكد أن اللاعب المحترف الحقيقي لا يتأثر بكثرة المباريات وأكبر دليل على ذلك نجاح هذا النجم الكبير في تحطيم رقم مولر عندما كسر الرقم ووصل ل86 هدفا.. العذر الثاني المتداول في كرتنا السعودية هو الغياب عن أجواء المباريات وعن لياقة المباريات وهو الذي لم يتعامل معه الفريق الكبير الأهلي المصري عندما استطاع أن يحقق كأس أفريقيا على الرغم من توقف الدوري المصري واكتفاء الفريق فقط بالتدريبات بل إنه وصل لما هو أبعد عندما هزم بطل اليابان فريق هيروشيما في كأس العالم للأندية ووصل لنصف نهائي البطولة.. نأمل من أنديتنا ولاعبينا واتحادنا الموقر أن يستفيد من تلك الأمثلة الحية على النجاح وأن يتوقفوا عن تبريراتهم التي أثقلت كاهل تلك الشماعة المسكينة.