تزخر المملكة بالعديد من الرواد في مختلف المجالات العلمية والفكرية والأدبية، ورغم انشغال الناشئة بصخب الحياة المعاصرة، إلا أن الجمعيات العلمية والأندية الأدبية المتخصصة تعمل بين الفترة والأخرى للتذكير بهؤلاء الرواد وما قدموه لأمتهم ووطنهم، بعضهم له حضور مميز على الساحة الفكرية والأدبية والعلمية ويحظى بالتقدير والمعرفة من الذين يهتمون بالأنشطة العلمية والفكرية والأدبية، إلا أنهم ليسوا بمعروفين خارج نطاق تخصصهم، ولذا وجب تسليط الضوء على نشاطاتهم وأعمالهم من خلال إقامة حفلات التكريم والندوات التي تعرّف بهم وتنشر فكرهم وأعمالهم. تفاهَم الجمعية السعودية للدراسات الأثرية بجامعة الملك سعود والنادي الأدبي في الرياض فاستنا سنة حميدة بتكريم الرواد، رواد الفكر والأدب وبالتعاون مع الجمعيات السعودية المتخصصة، وحسناً فعل بالدعوة لتكريم الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل رائد تحقيق الشعر القديم والإسلامي في شبه الجزيرة العربية. هذا الشيخ الكريم الذي ولد في عام 1362 بمدينة عودة سدير شمال الرياض والذي نهل العلم من مدارس المملكة حتى حصل على بكالوريوس اللغة العربية من كلية اللغة العربية في الرياض ثم شد الرحال إلى مصر ومنها حصل في جامعة الأزهر على شهادة الماجستير في عام 1988 وأتبعها بشهادة الدكتوراه تخصص أدب ونقد ليصير بعدها في كلية الشريعة واللغة العربية في القصيم، وبعدها ينتقل إلى كلية اللغة العربية في الرياض - بجامعة الإمام محمد بن سعود، ويبدأ إسهامه الفكري والأدبي والأكاديمي الذي تدرج فيه ليصبح أول عميد للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية متحملاً مسؤولية تأسيس العمادة بكافة إداراتها ومرافقها، ومنذ عام 1409 وحتى الآن يشرف الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل على الرسائل الأدبية ومناقشتها وتدريس طلاب الدراسات العليا، وقد أتحف المكتبة الأدبية وقدم العديد من الكتب والمؤلفات، منها شعر القبائل العربية وله فيه ستة أجزاء، الأدب وله فيه ثمانية كتب، والتاريخ وله فيه كتابان، والنقد له كتاب، ومؤلفات أخرى في أنساب القبائل ومعرفة البلدان والشعر الشعبي والتاريخ الشفهي. الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفيصل رائد الشعر القديم له تسعة عشر مؤلفاً بعضها يتكون من مجلدات وأجزاء عديدة، والمختصون في النقد الأدبي يعدونه حجة في الشعر القديم والشعر الإسلامي في الجزيرة العربية. والتعريف به من قبل الجمعية السعودية للدراسات الأثرية والنادي الأدبي في الرياض التفاتة نحو الرواد الذين أضاءوا سماء العلم والمعرفة في بلادنا الرائدة. [email protected]