قال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإسلامية الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله العمّار: إن مما أكرم الله به المُسلمين عن غيرهم هذا الكتاب العظيم الذي حَفظ الله به الدين وجعله نبراساً له، وقد تعاقبت الأجيال وتتالت وبقيَ هذا الكتاب محفوظاً في الصدور فقد حرسه الله من أن يعبث فيه الملحدون. فقد قال تعالى :{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.. وقد فضّل الله -عزّ وجل- حافظ القرآن الكريم وقارئه وجعل له منزلة عظيمة، فكما ورد عَن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَال: (الْمَاهِرُ فِي الْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ). فأيُ منزلة أعظم وأكرم من أن يكون حافظ القرآن مع الملائكة، وعلى حفظ كتاب الله سار السلف الصالح جيلاً بعد جيل، تلقّياً وتلاوة وتدبُّراً وعلماً وعملاً. روى البخاري في صحيحه بسنده عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه). وبيّن فضيلته أنه انطلاقاً من هذه الأهميّة أولت حكومتنا الرشيدة -أعزّها الله- عناية خاصة بالقرآن الكريم نشراً وحفظاً وفهماً وتدبُّراً وهو الأساس الذي قامت عليه، كيف والقرآن هو نور الله المُبين، والصراط المستقيم، وبذلت الدولة جهوداً كبيرة في مدارسها التعليميّة وجمعيّات تحفيظ القرآن الكريم والمساجد، ومازالت تبذل في سبيل ذلك الكثير والكثير ومن ذلك مُسابقة الملك عبدالعزيز الدوليّة لحفظ القرآن الكريم، فأقيمت جمعيّات تحفيظ القرآن الكريم التي تُشرف عليها هذه الوزارة، وأقيمت المُسابقات الداخليّة بين هذه الجمعيّات. وقال: إن الأمر لم يُحصر في هذه المُسابقات على داخل المملكة بل تعداهُ إلى العالم أجمع، فأقيمت مُسابقة الملك عبدالعزيز الدوليّة لحفظ القرآن الكريم التي امتدّت لأكثر من ثلاثين عاماً وخُصّص لها جوائز مالية وتشجيع معنوي وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسموّ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله- وبتوجيه من معالي وزير الشؤون الإسلاميّة والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، مما جعل المشاركة بهذه المسابقة تزداد عاماً بعد عام مما يؤكد أنها كانت دافعاً لحفظ كتاب الله في العالم الإسلامي. جاء ذلك في تصريح لفضيلة الدكتور العمار بمناسبة الدورة الرابعة والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم التي تقام منافساتها في رحاب المسجد الحرام، منوهاً بأهداف المسابقة التي تتركز في تنمية حُب كتاب الله وحفظه ومُدارسته في قلوب الشباب على اختلاف قدراته، وحفز همم هؤلاء الشباب وجعلها همما عالية لا تصبو إلا للقمم، كما أنها تصرف هممهم إلى كل ما هو مُفيد، وتنأى بهم عن كل ما لا يُفيد، وسأل الله في ختام تصريحه -عزّ وجل- أن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما بذلوه في العناية بكتاب الله، وأن يجزي القائمين على هذه المسابقة خيراً، ويعينهم ويوفقهم إلى كل خير.