شهدت السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً في استخدام المناظير لإجراء العمليات المختلفة للأمراض النسائية نظراً لمزاياها المتعددة مقارنة بالأسلوب التقليدي عن طريق فتح البطن، وتحتاج المناظير النسائية الجراحية لدقة متناهية وخبرة مهنية لدى الجراح ويمكن تطبيق هذا الإجراء على الكثير من الحالات المرضية، وتعد مجموعة د. سليمان الحبيب أحد المؤسسات الطبية الرائدة في هذا المجال. وللحديث عن هذا الموضوع أجرينا هذا اللقاء مع الدكتور صالح أحمد العسيري استشاري أمراض وجراحات العقم والمساعدة على الإنجاب بمجموعة د.سليمان الحبيب الطبية والحاصل على الزمالة الكندية والبورد الأمريكي في أمراض العقم وتأخر الإنجاب وزمالة الكلية الأمريكية للجراحين. حالات متنوعة تستفيد من هذا الإجراء - ما هي الحالات التي تستخدم فيها المناظير النسائية؟ - هناك الكثير من الحالات التي يمكن علاجها عن طريق المناظير منها إزالة تكيسات المبايض، التصاقات الحوض، الأورام الليفية للرحم، ربط أنابيب الرحم لمنع للحمل، عمليات استئصال الرحم دون الحاجة لعمل فتحة كبيرة بالبطن، حالات بطانة الرحم الهاجرة، تشخيص وعلاج حالات آلام الحوص المزمنة، واستكشاف وتقييم حالات الأورام النسائية، كما تعد المناظير الطريقة المثلى في تحديد ما إذا كانت الأنابيب الفالوبية مفتوحة مثلما هو الحال في حالات تأخر الحمل أو العقم عن طريق استخدام صبغة خاصة. عدم الحاجة للإقامة السريرية - ماذا عن فوائد الجراحة عن طريق المناظير؟ - فوائد المناظير الجراحية النسائية عديدة وتتضمن عدم الحاجة لفتح البطن وبالتالي لاتتعرض المريضة للآلام الناتجة عن وجود شق كبير في جدار البطن، والتقليل من فرص حدوث التصاقات بالحوض والتي قد تسبب آلاما مزمنة بالحوض أو العقم وتأخر الحمل، كذلك من فوائدها اختصار فترة البقاء في المستشفى بفارق كبير، حيث يمكن للمريضة مغادرة المستشفى في اليوم الأول مباشرة بعد إجراء العملية بدلاً من البقاء لعدة أيام كما كان يحدث في عمليات فتح البطن مما يسهم في سرعة عودتها لحياتها الطبيعية. تجنب حدوث الالتهابات كذلك فإن المناظير النسائية تجنب المرأة الإصابة بالمضاعفات كحدوث الالتهابات المصاحبة للعمليات بدرجة كبيرة وتقليل الحاجة لنقل الدم أثناء وبعد العملية وحدوث جلطات في الأطراف السفلية من الجسم أو في الرئة نتيجة المكوث الطويل بعد العملية. الاختيار الدقيق للمريضة ضروري - هل كافة الحالات المرضية يناسبها مثل هذا النوع من الإجراء؟ - بالطبع هناك حالات لا تتناسب معها تلك النوعية من التدخلات الجراحية لذا لابد من الدقة في اختيار الحالات المناسبة لإجراء العملية عن طريق المناظير تجنباً لحدوث العديد من المضاعفات، وهذا بالتأكيد يعتمد على طبيعة الحالة وتشخيصها وقدرة الجراح على إجراء العملية بطريقة آمنة دون مضاعفات. علاج الحمل خارج الرحم - بالنسبة لحالات الحمل خارج الرحم هل يمكن إجراء المنظار لهم؟ - هذا الأسلوب الجراحي لتلك الحالات يعتبر الأمثل ويحافظ على قدرة المرأة على الإنجاب. كما أن استخدام التقنيات العالية لأجهزة الأشعة فوق الصوتية وكذلك دقة تحليل الحمل الهرموني أدى إلى تفوق كبير في إمكانية التشخيص المبكر لهذه الحالات وعلاجها في الوقت المناسب. الاحتفاظ بقدرة المرأة على الإنجاب - ماذا عن آلية عمل المنظار في مثل هذه النوعية من الحالات؟ - عندما يكون الحمل خارج الرحم مستقراً أي لم ينفجر الأنبوب بعد والمريضة في سن الإنجاب ووضعها السريري مستقراً بحيث يسمح بإدخالها لغرفة العمليات وخضوعها للتخدير العام، ففي هذه الحالة يتم إجراء فتحة صغيرة في الأنبوب واستئصال الحمل فقط مع إبقاء الأنبوب للحفاظ على قدرة المرأة على الإنجاب، كذلك يتم استخدام المناظير في استئصال قناة فالوب وذلك في حالة النزيف الداخلي نتيجة تهتك قناة فالوب. علاج فعال للقضاء على تكيس المبايض - ماذا عن استخدامات المناظير الأخرى؟ - يتم استخدام المناظير الجراحية النسائية في حالات تكيس المبايض والتي تحدث نتيجة خلل في الهرمونات وينتج عنها اضطرابات في الدورة الشهرية، وعدم القدرة على الإنجاب، زيادة نمو الشعر في مناطق غير طبيعية كالوجه بالإضافة لزيادة في الوزن.والهدف المنشود من العلاج يختلف من حالة لأخرى ويتمثل في تنظيم الدورة أو التقليل من نمو الشعر الزائد أو المساعدة على الإنجاب. دون أية آثار للندبات - هل يمكن اختفاء التكيس بعد الجراحة؟ - الجراحة أمر ضروري للتخلص من التكيسات والحفاظ على المبايض وفي جراحة المناظير يتم عمل فتحات صغيرة في البطن لا تتجاوز 1 سم، ومن خلالها يتم إدخال المنظار الموصل بكاميرا متصلة بشاشة تلفزيونية لاستكشاف وعلاج المرض في آن واحد كما في حالات الأكياس الحميدة والخبيثة في مراحلها المتقدمة، ومن أبرز مزايا هذه الطريقة أنها لا تترك ندبات كالتي تخلفها العمليات المفتوحة. دور مؤثر في إنهاء العقم - ماذا عن دور المنظار في علاج العقم؟ - دور المنظار في العقم يتمثَّل في علاج الأسباب التي تؤدي إليه مثل الالتصاقات حيث تحدث عادة بسبب عمليات سابقة في البطن أو التهابات في أعضاء الحوض، إذ تزال الالتصاقات عن طريق عملية التنظير بواسطة مقصات معينة ويكون احتمال عودتها ضعيفاً جداً أقل بكثير من احتمال عودتها بعد إزالتها عن طريق فتح البطن. اختبار الصبغة لقنوات فالوب كما يتم عن طريق المنظار تشخيص وعلاج حالات طبقة الرحم الهاجرة المسؤولة عن عدد من حالات العقم وتأخر الإنجاب، كذلك يعتبر اختبار الصبغة لتحديد مدى انتفاخ قنوات فالوب بمساعدة المنظار الإجراء الأمثل في حالات اشتباه انسداد كلي أو جزئي للأنابيب مما يؤثر على فرص الحمل بشكل طبيعي أو اللجوء لأطفال الأنابيب. - د. صالح العسيري