في العشر سنوات الأخيرة، ومع تقدم تقنيات المساعدة على الإنجاب بشكل كبير، وتحسن نتائجها أحدثت تغيراً في طرق علاج حالات تأخر الحمل.. وتوجد طرق جراحية عديدة لمعالجة تأخر الحمل الناتج عن انسداد الأنابيب والالتصاقات. وجراحة المناظير أخذت مكان عمليات فتح البطن والجراحة بالميكروسكوب.. وفي هذا الحوار يحدثنا الدكتور سليمان العبيد استشاري العقم وأطفال الأنابيب بمجموعة د. سليمان الحبيب الطبية والحاصل على الزمالة الكندية عن الحلول المتنوعة لعلاج تأخر الحمل. تطور تقنية الحقن المجهري ساعد في إنجاب الكثيرين انسداد الأنابيب من الأسباب المؤدية لتأخُّر الحمل فما الذي يؤدي لانسدادها ؟ - في البداية أود أن أشير إلى أن علاج حالات انسداد الأنابيب لا يمكن إجراؤها جراحياً، ولكن الآن تستخدم أطفال الأنابيب في أسباب أخرى أشمل خصوصاً مع تطور تقنية الحقن المجهري التي فتحت باب الإنجاب لكثير من الأزواج في حالات تأخُّر الحمل لأسباب تتعلق بالزوج. حيث أن اختلال عمل وانسياب الأنبوب يسبب تأخُّر الحمل عند 40% من السيدات اللاتي يعانين من تأخُّر في الحمل.. والتهاب الحوض أو التهاب البطن (التهاب الزائدة)، بالإضافة إلى جراحات الحوض أو البطانة الهاجرة، من أسباب انسداد نهاية الأنبوب، ويؤدي ذلك إلى توسعة وخلل في بطانة الأنبوب، وانسداد وسط الأنبوب نادر جدا لكنه موجود عند السيدات اللواتي تعرّضن لعملية جراحية لإزالة حمل خارج الرحم، ويتم ربط الأنبوب بغرض منع الحمل ونادراً ما يكون السبب من الالتهاب. أمّا انسداد الأنبوب في بدايته من ناحية الرحم، فأسبابه غير واضحة حتى الآن. ويعتبر هذا الانسداد موجوداً لدى 10-25% من حالات انسداد الأنابيب. المنظار لتشخيص التصاقات الحوض هل لالتصاقات الأنابيب تأثير على الحمل...؟ - الالتصاقات حول الأنابيب وحول المبيض حتى مع عدم وجود انسداد، ممكن أن يؤدي لتأخُّر الحمل. عدم تحرك الأنبوب والمبيض بسبب الالتصاقات، قد يؤدي لضعف قدرة الأنبوب على التقاط البويضة. ووجود الالتصاقات قد يدل على وجود خلل ومرض في بطانة الأنبوب، حيث لوحظ ذلك عن طريق إجراء منظار للأنبوب وغالباً هذا الخلل يكون ناتجاً عن الالتصاقات الناتجة عن التهابات الحوض. لكن هذا الخلل في بطانة الأنابيب لم يكن موجوداً عند الالتصاقات الناتجة من البطانة الهاجرة. فوائد عديدة للمنظار الجراحي هل هناك فرق بين عمليات المنظار وعمليات الفتح التقليدية...؟ - بالنسبة لعمليات المناظير لها فوائدها مقارنة بعمليات فتح البطن واستخدام الميكروسكوب، حيث المضاعفات أثناء وبعد العملية أقل، والاحتياج لمسكنات الألم بعد العملية أقل، كذلك فترة النقاهة في المستشفى أقل، وأيضاً العودة للحياة الطبيعية والعمل أسرع. أما من ناحية نجاح العملية في الوصول للنتائج المطلوبة، فتعتمد على خبرة وطريقة الجراح. وإذا ما تساوت نسبة النجاح في الطريقتين فطبعاً جراحة المناظير ستكون هي المرجّحة للأسباب التي ذكرتها مقدماً. ازدياد نسبة الحمل هل هناك نسب محدّدة للحمل بعد عمليات فك الالتصاقات...؟ - نعم تزداد نسب الخصوبة بعد عمليات فك الالتصاقات وتكون 3 أضعاف نسبة الحمل. ونسبة الحمل بعد سنتين تصل إلى 60% من دون أخذ علاجات أخرى.. نجاح هذه العملية يعتمد على نوعية وكمية الالتصاقات، حيث إنّ النسبة تكاد تكون صفر% في حالة الالتصاقات الشديدة جداً. نسبة الحمل خارج الرحم في الحالات الناجحة تصل إلى 6% من هذه الحالات. عمليات فتح الأنابيب تتم بوجود أي خلل حدِّثنا عن عملية فتح الأنابيب...؟ - عند وجود توسُّع وانسداد جزئي أو كامل لنهاية الأنبوب، بالإمكان إجراء عملية لفتح الأنبوب وعمل فتح جديد في غير مكانه الأصلي، وهذه العملية لا تصلح في حالات وجود التصاقات داخل الأنبوب، بل في حالة وجود خلل في بطانة الأنبوب والتي حسب درجتها قد تؤدي لتقليل فرص نجاح العملية. التقنيات الحديثة ساهمت في التغلُّب على مشكلة تضخم الأنبوب كيف يمكن التغلُّب على مشكلة تضخُّم الأنبوب...؟ - وجود تضخم في الأنابيب مع انسدادها يؤثر سلباً على فرص الحمل بتقنيات مساعدة الإنجاب، فقد وجد أن نسبة الحمل تقل عند السيدات عندما يكون قطر الأنبوب أكبر من 20-25 ملم. وفي مثل هذه الحالات فإن إزالة الأنبوب أو الربط بالقرب من الرحم، يجعل فرص الحمل بتقنيات مساعدة الإنجاب جيدة وتساوي فرص الحمل عند السيدات اللاتي ليس لديهن أمراض في الأنابيب.