أكد فضيلة الأمين العام لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره الدكتور منصور بن محمد السميح على الآثار المباركة لتعلم وحفظ القرآن الكريم على متعلمه، وحافظه في الدنيا والآخرة، حيث إن في حفظ القرآن الكريم وتعلمه سلامة من براثن الغلو والتطرف، وابتعاد عن مهاوي الإرهاب والتكفير، ونجاة من دركات الضلال والانحراف الفكري والعقدي، وارتفاع عن أوحال الشبهات والشهوات، ونحن نلحظ في شبابنا وهم يحفظون القرآن الكريم الوسطية والاعتدال، امتثالاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}، ونلمح فيهم السماحة، ومحبة الخير للغير، وثقافة الاحترام والأدب مع الجميع، وهم يرون هذه المسابقة لا تفرق بين أحدٍ من المسلمين أبداً، على اختلاف بلدانهم ولغاتهم وأجناسهم بل الجميع سواسية في ضيافة بلاد الحرمين الشريفين، وهم على مسافة واحدة من البيت الحرام والكعبة المشرفة، قبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم، ونطمح أن يكونوا دعاة خير في بلدانهم، ورسل سلام لأوطانهم، وأن يكونوا نبراساً يضيء الطريق للعالم كله. وأبان فضيلته - في حديث له - أن الأمانة العامة للمسابقة أعدت برنامجاً دعوياً وثقافيا وترفيهياً متنوعا للمشاركين في المسابقة الرابعة والثلاثين التي ستنطلق فعالياتها يوم الأحد الثامن عشر من شهر محرم الجاري في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة حيث يحظى المشاركون في المسابقة بالعناية التامة، وكرم الضيافة، والترتيب المسبق، والإعداد التام، بدءاً من استقبالهم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة حتى توديعهم في صالة المغادرة، وقد أعد لهم برنامج متكامل أثناء إقامتهم في المملكة يشمل برامج ثقافية متنوعة، وزيارات للعلماء، ولقاءات مع أئمة الحرمين الشريفين، وجولات تعريفية للمشاعر المقدسة ومصنع كسوة الكعبة، ويتضمن البرنامج زيارة المدينة النبوية، والتعرف على أبرز معالمها، ويتخلل البرنامج شيئاً من البرامج الترفيهية. وفي تناوله لآلية اختيار المحكمين للمسابقة قال الدكتور منصور السميح: إن الأمانة العامة أولت أهمية كبرى للتحكيم حيث وضعت له الشروط والضوابط التي يجب توفرها في أعضاء اللجنة التي تتولى التحكيم ، ويتمُّ اختيار المحكمين بناء على توزيع القارات، فليس التحكيم محصوراً على بلد أو قُطرٍ معين، بل المجال مفتوح لجميع العلماء المختصين في علوم القرآن الكريم والقراءات ممن تنطبق عليهم الشروط التي نصَّ عليها نظام التحكيم في المسابقة، وهناك استمارات يقوم عضو اللجنة بتعبئتها أثناء اختبار المتسابق يُراعى فيها جانب الحفظ والتجويد وحسن الأداء وجمال الصوت، ونحوها من عناصر التحكيم حتى نصل إلى أعلى درجات العدالة في المفاضلة بين المتقدمين. وأشار فضيلته - في هذا السياق - إلى أنه إيماناً من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بأهمية جانب التحكيم وتطويره، تنظم دورات تدريبية للمحكمين، تُعنى بتطوير علومهم المعرفية، و مهاراتهم التطبيقية في مجال تحكيم المسابقات القرآنية، وتهدف إلى نشر قواعد التحكيم، وتأهيل المحكمين للمسابقات الدولية، والارتقاء بمستوى التحكيم، وتوجه الدعوة للجهات التي تقيم مسابقات قرآنية دولية، وهناك شروط وضوابط يجب توفرها في المرشحين للدورة التدريبية، والتدريس في الدورة له جوانب نظرية وأخرى تطبيقية مع تقويم مستمر للمشاركين، ويقدم الدورة مجموعة من المختصين في هذا المجال من المملكة وبعض الدول الإسلامية، وفي نهاية الدورة يُمنح المشاركون شهادة حضور ومشاركة واجتياز مصدقة من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وعن مدى استفادة مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية من التقنيات المعاصرة في خدمة المسابقة وإبراز رسالتها تجاه خدمة القرآن الكريم، أفاد الدكتور السميح أن الأمانة العامة للمسابقة تحرص على الاستفادة من كل جديد في الجانب التقني الذي يفيد المسابقة، ويفيد المشاركين والباحثين ورجال الإعلام، وهناك موقع متكامل على الشبكة العنكبوتية تتوفر فيه كل المعلومات التي يحتاجها من يريد التعرف على المسابقة ويتم تحديثه بصفة مستمرة، ومن جانب آخر يتم إعداد أسئلة الاختبار بأسلوب تقني جديد عن طريق برنامج خاص يقوم بفرز الأسئلة، وبصفة آلية تضمن عدم التكرار، والعدالة في الطرح، والمساواة بين المتسابقين. وأكد فضيلته - في نهاية تصريحه - على تواصل الأمانة العامة للمسابقة مع الفائزين بها في دوراتها الماضية، وقال: تسعى الأمانة إلى خدمة الفائزين، وزيادة معارفهم ومهاراتهم، فبالنسبة لغير السعوديين يتم التنسيق بين الوزارة والجامعة الإسلامية لترشيح القبول فيها على من تنطبق الشروط عليهم، أما الفائزون من أبناء المملكة فيتمُّ ترشيحهم للمسابقات الدولية العالمية، وكذلك ترشيحهم للدورات التدريبية في مجال تحكيم المسابقات القرآنية، ويتمُّ الاستفادة منهم في الترشيح للإمامة في رمضان، والتدريس في حلقات جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.