«إنّ الحوار هو البداية الصحيحة لتجنب الصراع، وحين يغيب الحوار، أو يغيب تبدأ فكرة الصراع بين الناس أو الحضارات بالظهور.» شتيفان فيلد» على خلاف ما يرى الباحث السياسي الامريكي الراحل «هنتنجتون» أن الصدامات الحضارية ستكون بين ثماني ثقافات رئيسية هي: الثقافة الإسلامية، والثقافة السلافية الأرثوذوكسية، وثقافة أمريكا اللاتينية، والثقافة الإفريقية الأساسية في العالم وهي التي تمثل القوى الثقافية!! وينقض الباحث في جامعة بون شتيفان فيلد أن الحوار الثقافي يقي العالم شرور الصدام والعنف والصراع شرط أن يتأسس هذا الحوار على ثلاثة أركان أساسية وهي: 1) نشر المعارف حول ثقافة الآخرين. 2) تجنب التعميم. 3) الاستعداد للنقد الذاتي ولنلقي نظرة على حواراتنا في الداخل ونحن نمثل اتجاهات فكرية وطائفية داخل ثقافة واحدة ووطن واحد ودين واحد فهل حوارنا يقوم على هذه الأركان؟؟ هل ننشر ثقافة بعضنا على اختلافاتنا؟؟ هل نقبل على قراءة إنتاج بعضنا بعضا؟؟ هل حواراتنا تقبل الآخر؟ حين تدخل عالم تويتر كنموذج عالي الوتيرة من التواصل الاجتماعي بين كافة الشرائح! تجد أن ثمة صراعات وليست حوارات تجد إقصاء للآخر وبحثا عن المكاسب أوضحها جمع المتابعين من المتحمسين دون التفكير والتركيز على الوحدة الوطنية.. تقرأ مئات التغريدات المستفزة والمثيرة للنعرات الطائفية ويكون جزاء ذلك جمع الملايين من المتابعين الذين يرون في صاحبها مصارعا في الحق لأنه يستفز الطائفة الأخرى؟؟!! كما أن وزارة الشؤون الاسلامية مسئولة في تحقق الوحدة الوطنية من خلال خطب الجمعة أرى أن تسارعا في إقالة أئمة المساجد الذين يخرجون عن تعليماتها، سواء في الخطب أو في تدويناتهم وتصريحاتهم فشاغل الوظيفة العامة يلتزم بتعليماتها في كل نشاطاته أو له أن يتركها لغيره إذا ضاق بالتزاماتها وفروضها!! كما أن تجنب التعميم سمة لابد أن نركز عليها في نقدنا وحواراتنا وتواصلنا مع كل من يختلف عنا فكرا أو مذهبا فلا يؤخذ البريء بجريرة الآثم المتعدي إن في ذلك ظلما لاترتضيه ولاتقره عدالة الله سبحانه،كما أننا لابد أن نمرن أنفسنا على تقبل النقد الذاتي حين ينتقد الآخرون أعمالنا بصوت عال نتمكن من سماع ومعرفة أخطائنا ومن ثم إصلاحها! حين نصدق مع بعضنا ونتعود على الاستماع إلى نقد الآخرفإننا نتدرب على النقد الذاتي نتعلم كيف ننقد ذواتنا ونصلح من أخطائنا قبل أن يشير أحد إليها وهي مرحلة متقدمة من الحوار مع الذات وتقويم ادائها وإصلاحه وليؤسس كل منا برنامجا لإصلاح ذاته! وسنجد إننا نبدأ بحوار جاد ومثمر يقربنا ثقافيا ويجعل من الصراع والعنف خيارا بعيدا ونائيا! ولندرك أن لاخيار أمامنا اليوم أكثر من ذي قبل إلا الحوار إذا كنا نطمح لتنمية وسلام واستقرار وعدالة وفرص متساوية وشفافيه عالية. وعليه فإن دورا كبيرا بات منوطا بالحوار الثقافي بين أبناء الوطن الواحد، وكذلك مع أبناء الثقافات الأخرى!!ليقف سدا منيعا دون انفراد فئة دون أخرى وسيادة صوت على حساب البقية؟ ولابد أن تقوم كل المؤسسات ذات العلاقة بدورها كاملا؟ فالوطن واحد والمواطنون سواسية تحت مظلته حفظ الله لنا وطننا مظلة دائمة للسلام نأمن فيها على ديننا وعرضنا ومالنا. اللهم آمين. [email protected] Twitter @OFatemah