ماذا لو كنت أسير اليوم في طريقي للعمل فأوقفني عابر طريق وتلا علي من الأقاويل والتهم والتعدي على ديني وذمتي المالية وأهلي وقبيلتي ومدينتي ووطني. هل تظنون إنني تاركته يمر بسلام؟ هل يكفيني أن أعتقد بأن ذلك من حرياته وأن هذا من التعبير عن الرأي الذي صار يدندن به بعض قومي ويضعونه مبررا لتجاوزاتهم واتهاماتهم وتعديهم وسبابهم.. إن الوعي بالحريات يلزم الوعي بحدود حريات الآخرين، ومتى تعد منتهكا لحرية الآخر.. الغرب الذي يؤمن بحرية نقد الشخصيات العامة كجزء من الضريبة التي يدفعونها جراء شهرتهم يحميهم بالقانون والتعويضات الباهظة التي يفرضها على كل من تعدى عليهم باتهام ليس له أساس من الصحة. كما أن العقوبات تصل إلى السجن أحيانا. جاءنا تويتر دون أن يكتمل وعي بعضنا بحدود النقد والفرق بينه وبين التشهير.. مثلما يخلط البعض بين الإصلاح وإثارة الفتن.. فإن سلامة الشعوب تتطلب وعيا كاملا باختلاف تركيبة المجتمعات وردود أفعالها. وأستغرب أن يفتقد بعض المثقفين لهذا الوعي وينخرطون في تكرار أقاويل انكشفت أهداف أصحابها ونزعاتهم نحو السلطة على حساب أمننا وسلامنا. [email protected] Twitter @OFatemah