توعد مقاتلون في الجيش السوري الحر الاستيلاء قريبًا على كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان في شمال غرب سوريا واعتبروا تحقيق ذلك «مسألة أيام»، وذلك بعد معارك ضارية مرشحة للاستمرار في محيط القاعدة التي تدافع عنها القوات النظاميَّة بشراسة. وتمتد القاعدة العسكريَّة الضخمة على مساحة مئتي هكتار من التلال والأرض الصخرية، وهي آخر مقر مهم للقوات النظاميَّة إلى غرب مدينة حلب في منطقة باتت تقع بِشَكلٍّ شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة. وقال قائد كتيبة نور الدين الزنكي: «نحن نحاصر الكتيبة منذ حوالي شهرين تقريبًا. الوضع ميؤوس منه بالنِّسبة إلى الجنود الثلاثمئة أو الاربعمئة المتحصنين فيها». وأضاف «لقد فرَّ منهم الكثيرون، وبينهم خمسة انشقوا هذا الصباح، وأصبحوا إلى جانبنا الآن». ويتابع الشيخ توفيق الذي بات يتمتع بنفوذ واسع في قبطان الجبل على بعد 25 كلم غرب حلب، «بحسب ما أفاد به المنشقون، فإنَّ كل العسكريين في القاعدة باتوا يدركون بأن نهاية النظام أصبحت قريبة. إنهّم ينتظرون الفرصة لتسليم سلاحهم، إلا أن قادتهم الضباط العلويين يمنعونهم من ذلك». وكان المقاتلون المعارضون استوَّلوا في بداية الأسبوع على قاعدة عسكريَّة أخرى في المنطقة هي مقر الفوج 46 على بعد 12 كلم غرب حلب حيث استوَّلوا على كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة. ويراهن المقاتلون على الاستيلاء على الشيخ سليمان، ما سيتيح في نظرهم «تحرير» منطقة واسعة تمتد من الحدود التركية حتَّى مدينة حلب التي تشهد منذ أربعة أشهر معارك دامية. وقال الشيخ توفيق: «عندما تسقط الشيخ سليمان، سيتحرر كل ريف حلب الغربي. وفي غضون 45 يومًا، ستتحرر حلب بدورها»، مضيفًا أن «سقوطها هو مسألة أيام». ويصطدم المقاتلون المعارضون حتَّى الآن بالقُوَّة الدفاعية الضخمة في القاعدة. وتَمكَّنت القوات النظاميَّة ليل الثلاثاء الأربعاء من إحباط هجوم للمقاتلين المعارضين على الكتيبة. على صعيد المواقف السياسيَّة أكَّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلى أن النظام السوري برفضه جهود المنظمة ومبادرات المجتمع الدولي، بات يُتَّبع سياسة الأرض المحروقة، ويدفع بالأزمة في بلاده نحو حدودها القصوى، وشدَّد على أن النظام السوري شنّ حملة ضارية أحرقت الأخضر واليابس في سوريا، ودمر البنية التحتية هناك، وشرَّد ملايين السوريين. وقال أوغلى في خطابه أمام ملتقى منظمة التعاون الإسلامي التشاوري حول سوريا، الذي انعقد في مركز البحوث للتاريخ والفنون والثَّقافة الإسلاميَّة (إرسيكا) في اسطنبول، أمس السبت قال إحسان أوغلى: إن الوضع المأساوي في سوريا يدعو الملتقى إلى التعاطي بمسؤولية إنسانيَّة أكبر إزاء واقع الأزمة السورية اليوم وتداعياتها في المستقبل، معلنًا إنشاء الملتقى الإنساني بشأن سوريا، الذي سيباشر عمله مباشرة بعد اجتماع اسطنبول، وخصوصًا أن مئات الآلاف من المشردين يعيشون في الخيام، في الوقت الذي تزداد فيه برودة الطقس بسبب قدوم فصل الشِّتاء.