إنّ الله عزّ وجلّ أمتنّ على هذه الأمة بأن أرسل إليها رسولاً وأنزل عليه كتاباً، ومهمّة هذا الرسول وهذا الكتاب هي التربية والتزكية، فقال تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}، وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وغيرها من الآيات، والمتأمِّل في هذه الآيات يجد أنها تؤكد أنّ المهمّة العظيمة للرسول صلى الله عليه وسلم والكتاب الذي أُنزل عليه وهو القرآن الكريم، تلك المهمّة هي التعليم والتربية والتزكية، بل عندما امتنّ الله على المؤمنين بهذه المنّة وهذه النِّعمة، كما في سورة الجمعة {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} شبّه من لم ينتفع بالوحي المرسل إلى رسوله بالبهائم والدواب فقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}. كل ذلك من أجل أن يحرص المؤمنون على التخلُّق بالقرآن وتزكية النفس بأخلاقه وآدابه، وحفّاظ القرآن اليوم والمشاركون في مسابقاته، مدعوّون إلى الاهتمام بتعلُّم آداب القرآن الكريم والتخلُّق بأخلاقه وتزكية النفوس بمواعظه وعِبَره وعظاته. * الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين ورئيس اللجنة التنفيذية بالمركز الخيري لتعليم القرآن الكريم وعلومه