كتاب «بدر شاكر السياب» أصوات الشاعر المترجم.. صدر عن مجلة الدوحة الثقافية، وهو يضم مختارات من قصائد السياب وترجماته لأشعار ستة عشر شاعراً أجنبياً. ويقول أ. حسن توفيق في تقديم الكتاب: كان بدر شاكر السياب في الرابعة والعشرين من عمره عندما أصدر ديوانه الثاني «أساطير» في مدينة النجف العراقية سنة 1950م. وتتصدر هذا الديوان مقدمة نثرية موجزة.. يقول فيها السياب: فقدت أمي وما زلت طفلاً صغيراً، فنشأت محروماً من عطف المرأة وحنانها، وكانت حياتي وما تزال كلها بحثاً عمن تسد هذا الفراغ، وكان عمري انتظاراً للمرأة المنشودة، وكان حلمي أن يكون لي بيت أجد فيه الراحة والطمأنينة وكنت أشعر أني لن أعيش طويلاً. الكتاب جاء في 168 من القطع المتوسط، ومن القصائد التي ترجمها السياب قصيدة للشاعر الإسباني فدريكو غارسيا لوركا وتقول: خضراء خضراء أريدك خضراء.. فالرياح خضر.. وخضر هي الغصون والسفينة في العياب تلمحها العيون والخيول ترتعي كلأ التلال طوقت خصرها الظلال وهي ما تزال في الشرفة تحلم جسمها أخضر والذوائب خضراء وفي عينيها تلمع الفضة الزمهرير خضراء خضراء، أريدك خضراء وتضمن الديوان مجموعة من أشهر قصائد السياب.. ومنها قصيدة «أنشودة المطر»: عيناك غابتا نخيل ساعة السحر أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر عيناك حين تبسمان تورق الكروم وترقص الأضواء.. كالأقمار في نهر رجه المجداف وهنأ ساعة السحر كأنما تنبض في غوريهما النجوم وتغرقان في ضباب من أسى شفيف كالبحر سرح اليدين فوقه المساء دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف والموت والميلاد والظلام والضياء فتستفيق ملء روحي رعشة البكاء ونشوة وحشية تعانق السماء كنشوة الطفل إذا خاف من القمر!