يشجّع أساتذة قسم الأديان في جامعة شمال (أيوا) University of Northern Iowa في الوسط الغربي للولايات المتحدةالأمريكية، طلبتهم على حضور فعاليات وأنشطة (منظمة الطلاب المسلمين) بالجامعة من محاضرات وندوات ومعارض وعروض أفلام وثائقية، وحثهم على الاستفادة أكاديمياً بالتعرف على الدين الإسلامي والاطلاع على الثقافة الإسلامية، والتي تلقى تجاوباً وترحيباً متزايداً، في الوقت الذي تلاقي فيه هذه المنظمة التي تأسست منذ نحو 20 عاماً إحجام وتهرّب أعداد كبيرة من الطلبة والطالبات المسلمين الذين يدرسون في الجامعة والذين يقدر عددهم ب500 طالب من مختلف الدول العربية والإسلامية (من بينهم حوالي 300 طالب سعودي)!! في الانضمام للمنظمة والتفاعل في مساندتها ودعم أنشطتها، لنشر وتصحيح الصور الحقيقية، ودحض المفاهيم الخاطئة وترسيخ مبادئ وقيم الإسلام وتعزيزها لرفع مستوى وعي المجتمع الأمريكي بها.. لا تهديدات .. لا مضايقات !! واستبعد عبد الله بن سعيد الأسمري (سعودي) الرئيس الجديد لمنظمة الطلاب المسلمين، والذي يحضّر لنيل درجة الماجستير في تخصص (الاتصال التعليمي) مبتعثاً من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، والذي تم تنصيبه بالإجماع رئيساً لهذه المنظمة، في انتخابات حرة شارك فيها أساتذة وطالبات وطلاب مسلمون في الجامعة، استبعد وجود تهديدات أو مضايقات عنصرية تواجه إقامة نشاطات وفعاليات المنظمة أو العاملين بها.. وشدد على القول في حديث مع (الجزيرة) على حرص المنظمة في أن تكون أنشطتها مدروسة بتأنٍ ومراجعة بدقة من قِبل مؤسسات إسلامية ومراكز أبحاث دعوية في أمريكا وبريطانيا قبل تنفيذها.. وقال: « نحاول قدر الإمكان أن نحسن الاختيار في التخطيط لأهدافنا وموضوعات فعالياتنا لتشكّل رسائل ثقافية إسلامية صحيحة وموثقة ولتكون مناسبة ومقبولة لدى المجتمع الأمريكي».. وحول الخطط المستقبلية للمنظمة، أوضح الأسمري أن من الأهداف القادمة الاستفادة من وسائط الإعلام الجديد مثل (الفيس بوك) و(غوغل بلاس) و(اليوتيوب) لنشر رسالة الإسلام الصحيحة وإزالة اللبس والغموض وبعض المفاهيم الخاطئة حول الإسلام، نتيجة التضليل الإعلامي وبخاصة من بعض المواقع المشبوهة.. وأضاف: « لاحظنا أخيراً أن من يأتي إلينا للتعرف على الدين الإسلامي ومعرفة أنشطتنا، سبق لهم أن مرّوا على وسائط الإعلام الجديد وجلّ معلوماتهم مشوشة ومغلوطة»..! نتحاشى التصادم مع الأديان الأخرى ومضى رئيس المنظمة قائلاً « ما نركز عليه مستقبلاً هو أن نوجد مضموناً متسامحاً ومعتدلاً لكيلا نواجه تصادماً ثقافياً أو اعتراضات مع الآخر، لأن رسالة الإسلام - في نظري - هي تفادي التصادم أو الاصطدام مع الأديان الأخرى أو اتباع هذه الأديان.. واعتبر عبد الله الأسمري أن معظم المنظمات والجمعيات الخيرية والإسلامية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية، واجهت بعد أحداث 11 سبتمبر تحجيماً وركوداً في أنشطتها، لكنها تماثلت للتعافي تدريجياً، برغم ما تتعرض له من إساءات من بعض وسائل الإعلام وبعض المواقع في أمريكا، وما تمارسه من تضليل وتشويه لحقائق وقيم الإسلام.. وأوضح أن منظمته تعمل أيضاً في مساعدة طلاب وطالبات الجامعة وأساتذتها من المسلمين على تيسير وتسهيل أدائهم وممارستهم لشعائرهم الدينية، وقد حصلنا على موافقة إدارة الجامعة في تخصيص مكان مناسب للطلاب المسلمين طوال فترة الدراسة لأداء صلاة الظهر وصلاة الجمعة، وتنظيم (عشاء) شهري لأعضاء المنظمة وغيرهم يكون فرصة للقاء للتشاور والتفاهم حول شأن المنظمة وأوضاع الطلبة المسلمين.. واستطرد الأسمري قائلاً: نحاول ايضاً في المنظمة مساعدة الطلاب المسلمين الجدد في التعرف على الأنظمة والإجراءات الأكاديمية، ومساعدتهم في تذليل المصاعب التي قد يواجهونها في مسيرة حياتهم الاجتماعية أو الأكاديمية أو الشخصية.. وقال: من أهدافنا الرئيسية أيضا العمل على رفع مستوى وعي المجتمع الأمريكي أو الأقليات المسلمة بالثقافة الإسلامية وترسيخ مفهومها بشكل أفضل، وتعزيز سبل الاتصال والتواصل والتفاهم بين الأقليات المسلمة وغيرهم من خلال التفاعل وحضور العديد من الأنشطة والفعاليات المتنوّعة التي ننفذها، رغم ما نعانيه من ضائقة مالية حادة تقف حائلاً دون تحقيق كثيراً من مشاريعنا، فمزانيتنا محدودة مصدرها مساهمات وتبرعات من بعض الطلاب والأساتذة والمسلمين، ودعم بسيط من الجامعة. وكشف عبد الله الأسمري، رئيس المنظمة عن وجود تساؤلات تصل إلى المنظمة من بعض الطلاب والطالبات الأجانب، حول تفاصيل دقيقة عن الثقافة الإسلامية، تدل على مدى القصور والجهل بحقيقة الدين الإسلامي الصحيح ووجود بعض المفاهيم الخاطئة والمغلوطة. وحول أنشطة المنظمة، أوضح الأسمري أن المنظمة أقامت هذا العام معرضاً بعنوان (اكتشف الثقافة الإسلامية) لقي حضوراً لافتاً ومميزاً، كما عرضنا أثناء موسم الحج هذا العام فيلماً وثائقياً حول (رحلة الحج) شاهده حشد كبير من أساتذة وطلاب وطالبات الجامعة، وخاصة من قسم الديانات وبعض أبناء الأقليات المسلمة، كما أقامت المنظمة معرضين للصور الفوتوغرافية الأول عن (الحج) والآخر عن (جماليات العمارة الإسلامية)، وهذا المعرض تم تمديد فترة عرضه للزائرين بناءً على طلب مركز (التعدد الثقافي) بالجامعة، كما جرى تقديم عروض لعدة أفلام وثائقية تعزز مفهوم التسامح والوسطية لدى المسلمين، وقامت المنظمة أخيراً بتوزيع ما يقرب من (300) باقة ورد مرفقة بآيات وأحاديث توضح قيم الإسلام التي تدعو إلى المحبة والتسامح والعدالة والسلام على عدد كبير من طلبة وطالبات الجامعة.. مدرّسة ملحدة، تتابع نشاطنا !! وحول تفهُّم المجتمع الأمريكي لدور ورسالة المنظمة، أكد عبد الله الأسمري أن المجتمع الأمريكي، عادة هو مجتمع متحفظ فيما يتعلق بالمعتقد أو المذهب، فهو له خصوصية في هذا الشأن، ونحن نلتقي ونقابل من لا يريد أن يسمع منا شيئاً عن الإسلام والبعض منهم لديه ردود أفعال متباينة، وآخرون متردّدون، وبعضهم حريص لحضور أنشطتنا، وبخاصة من بعض أساتذة وطلبة وطالبات قسم (الأديان)، وقد لاحظنا أن بعض أساتذة هذا القسم يحثون طلبتهم على حضور أنشطتنا للاستفادة أكاديمياً للاطلاع على الثقافة الإسلامية، وقد وجدنا تجاوباً ملحوظاً من ثلاثة من أساتذة الأديان (بروفسورات) في الجامعة من بينهم (مدرّسة ملحدة) على حضور فعالياتنا وهم يثنون على نشاطاتنا ويدعون طلبتهم للاستفادة منها واعتبارها نشاطات لاصفية.. يشار إلى أن عبد الله الأسمري، رئيس (منظمة الطلاب المسلمين) من حفظة كتاب الله الكريم، وهو يؤم في بعض الأحيان عندما لا توجد لديه ارتباطات دراسية المصلين في مساجد (واترلو)، وهو ذو صوت عذبٍ ومؤثر على الخشوع لإجادته تلاوة وتجويد آيات القرآن الكريم، وله إسهامات تطوعية في الأعمال الخيرية والإنسانية والاجتماعية والوطنية، وهذه الأخيرة بمشاركته في نشاطات نادي الطلبة السعوديين بجامعة شمال (أيوا)..