من المألوف في السنوات الأخيرة مشاهدة عدد كبير من أفلام ذات الصبغة التجارية بمستويات هزيلة. هوليود في آخر خمس سنوات أصبح همها الوحيد هو جني الأرباح لتتحول شركات الإنتاج الكبرى لمجرد مصانع لإنتاج المال للمؤسسين والمساهمين، وليس عيباً أن تكون صناعة السينما من أجل جني الأرباح، لكن المشكلة هي أن تكون هي الهدف الوحيد. فيلم (Flight) خرج بقيمة مختلفة عن الأفلام التجارية الأخرى. ومن النادر أن نشاهد فيلماً يجمع بين النجاح النقدي والتجاري معاً في السينما الأمريكية. مخرج الفيلم (روبرت زيمكس) والذي كان موجوداً أثناء عرض الفيلم في ختام مهرجان فيلاديلفيا السينمائي يعود بقوة هذا الموسم في واحد من أفضل أفلام العام، يحكي الفيلم حادثة تتعرض لها أحد الطائرات التجارية في أمريكا. ويقع قائد الطائرة في ورطة كبيرة لأن عدداً من المحققين في الحادثة مؤمنين بأن سقوط الطائرة كان بسبب تعاطي قائد الطائرة الكحول أثناء الرحلة المنكوبة، تحرص شركة الطيران والنقابة التي يتبع لها الكابتن إلى استخدام محامي من شيكاجو من أجل تخليصه من التورط الذي قد ينتهي به بالسجن مدى الحياة، بالإضافة لدفع مئات الملايين من الدولارات كتعويضات للضحايا. الكابتن (ويتكر) لا يتعلم من أخطائه فهو مستمر في شرب الكحول على الرغم من تحذير محاميه بعدم الشرب من أجل تلميع صورته قبل بدء التحقيقات. ويواجه الكابتن (ويتكر) مشكلة مع زوجته السابقة وابنه الذي لا يطيقه خصوصا عندما يراه مخموراً، صديقه (ويتكر) والتي تعرف عليها في المستشفى تحاول مساعدته من أجل التخلص من إدمانه للكحول، وتبدو حريصة على ذلك بسبب نجاحها في التخلص من إدمان الهروين. ويقدم الكاتب (جون كاتنز) العديد من الأسئلة الوجودية التي تتعلق بإيمان البعض بالقدر الإلهي عندما تحطمت الطائرة ونجا الكثيرون من موت محقق. أحد أفضل أفلام العام التجارية، وهو بلا شك عودة موفقة للممثل (دينزل واشنطون) بعد سلسلة من الأداءات المتواضعة خصوصا أفلامه مع المخرج الراحل (توني سكوت). الممثل الرائع (دون تشيتو) يقدم دوراً يستحق عليه الإشادة، حضور مُلفت للممثلة القديرة (ماليسا ليو) على الرغم من قصر دورها بالفيلم، من المبكر الحكم على ترشيحات الفيلم لموسم الجوائز، لكن حتماً يستحق الترشيح لفئات أفضل فيلم وإخراج وممثل رئيسي.