تعاني المصانع وشركات البناء في إيران من نقص كبير في الصلب والمعادن الأخرى؛ إذ أدى حظر صادرات جديد فرضه الاتحاد الأوروبي إلى تفاقم مشاكل الاقتصاد الذي يترنح بالفعل تحت وطأة عقوبات على مؤسساته المالية وصادرات النفط. وتعتمد إيران على الواردات لتعويض عجز في إنتاجها من الصلب، لكن بيانات تظهر أن واردات إيران من الصلب تتراجع بالفعل نظراً لتأثر المستوردين بعقوبات أوروبية وأمريكية تحول دون التعامل مع البنوك وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات التي تدعم التجارة مع طهران لحين موافقتها على تعديل برنامجها النووي. ونظراً لنقص العملات الرئيسية لجأ بعض مستوردي الصلب الإيرانيين إلى نظام المقايضة، لكن عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي في 15 أكتوبر/ تشرين الأول على تصدير الصلب والألمنيوم ومواد رئيسية أخرى دفعت بعض التجار لوقف جميع المبيعات. وتواجه الشركات الإيرانية الآن ارتفاعاً في الأسعار وشحاً في الإمدادات. وفي ضوء الدور المحوري للصلب في النشاط الاقتصادي؛ إذ يستخدم في هياكل المباني وصناعة الآلات، فإن تعثر تجارة الصلب قد يلحق ضرراً واسع المدى، وهو بالضبط ما تريده القوى الغربية التي تسعى لمنع إيران من صنع أسلحة نووية، وترفض نفي طهران السعي لإنتاج مثل هذه الأسلحة.