تكشفت تحرُّكات جادة من قبل قانونيين لتشكيل لجنة تُعْنى بالسجناء السعوديين في الخارج، أعلن ذلك المحامي عبدالرحمن الجريس أن رغبة أسر السجناء في الخارج وعودة أبنائهم إلى أرض الوطن هو ما أسهم في عقد اجتماعات لرسم خطة تقتضي بتكوين لجنة تسهم في مساعدة السعوديين المسجونين في الخارج ونقلهم لقضاء محكوميتهم بالقرب من ذويهم. وأضاف المحامي خلال لقاء مفتوح أقيم مساء أمس بمنزله أن اللجنة سوف تعمل على تقديم المساعدة للمحتاجين والضعفاء وتوفير التواصل بين السجناء وأسرهم، وأن هذه اللجنة سوف تعتمد إستراتيجية مهمة تتمثِّل في «التسامح والاحتواء». وفي هذا السياق كشف نائب السفير العراقي في السفارة العراقية في الرياض الدكتور معد العبيدي أن السفير السعودي بالأردن سوف يزور العراق خلال الأسبوعين المقبلين لمقابلة المعتقلين السعوديين الموجودين بالسجون العراقية والبالغ عددهم (61) سعوديًا. وأكَّد صاحب السمو الأمير بندر بن فيصل بن عبدالرحمن بن فرحان آل سعود نائب مدير عام إدارة الشؤون الدوليَّة بهيئة الهلال الأحمر السعودي أن الجانب السعودي ينتظر موافقة الجانب العراقي على السماح لأسر السعوديين بزيارة أبنائهم المعتقلين بالعراق، كاشفًا عن رفض الجانب العراقي لطلب قدم من الجانب السعودي عام (2009م)، مؤكدًا تجديد الطَّلب لهذا العام (2012م) وهناك مؤشرات إيجابيَّة حول السماح من الجانب العراقي لأسر المعتقلين بالعراق لزيارتهم، مؤكدًا أن هيئة الهلال الأحمر تبذل جهودًا مضنية لتحقيق ما من شأنه تحقيق مصالح جميع الأطراف. وقال الأمير بندر آل سعود: إن دور الهلال الأحمر السعودي هو رعاية الروابط العائلية حيث نستقبل رسائل من المعتقلين السعوديين بالخارج عبر اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر وتوصيلها لذويهم. وبيَّن نائب السفير العراقي قائلاً: إن الاتفاقية التي أبرمت مؤخرًا تَمَّ إنهاؤها بوجه السُّرعة من الحكومة العراقية وأحيلت للبرلمان ومازلت في مكانها بسبب أن بعض الكتل العراقية لم تتطلَّع على نصوص الاتفاقية بِشَكلٍّ جيد وأن البعْض من الكتل العراقية فهم أن الهدف هو عفو عمّن قام بأعمال إجرامية وهذا أسهم في تأخر البرلمان للبت فيها. وبيَّن الأمير بندر آل سعود أن عدد السجناء السعوديين في سجن سوسة يبلغ 29 سجينًا وأن عدد الأسر التي تَمَّ الحصول على موافقتها للقيام بزيارة ذويهم 18 أسرة والبقية لم تتمكن لصعوبة الوصول إلى الرياض، وكذلك صعوبة التمكن من الزيارة لكبر سن أولياء أمور بعض السجناء أو ظروفهم لا تسمح بذلك. وعن مطالب السجناء السعوديين في العراق أكَّد سموه أن أهم مطالبهم تتمحور في أمرين الأول ماذا تَمَّ بشأن ملفاتهم، والأمر الثاني أن يتم نقلهم من سجن سوسة. وقال الدكتور العبيدي: قابلنا خلال الحجِّ بعض الكتل العراقية وعندما وضحنا لهم نصوص الاتفاقية التي كانت غير واضحة لهم، وعدونا خيرًا بدراسة الاتفاقية، مؤكدًا أن هناك (8) سعوديين سبق وأن حكم عليهم بالإعدام وتَمَّ تخفيضه والحكم عليهم بالسجن سنوات مختلفة. وبيَّن الدكتور العبيدي خلال حديثه قائلاً: نحن نقدر معاناة أسر السجناء سواء بالسعوديَّة أو بالعراق حيث يوجد بالسجون السعوديَّة (111) عراقيًا وفي السجون العراقية يوجد (61) سعوديًّا وأن 90 في المئة من السجناء السعوديين حكم عليهم لارتكابهم أعمالاً إرهابية. وأضاف أن السلطات العراقية أفرجت مؤخرًا عن (8) أشخاص وهناك معلومات عن إطلاق آخرين، كاشفًا أن من مصلحة البلدين حلّ هذه الملفات على وجه من السرعة. وقال هناك موقوفون ومفقودون وهناك سعوديون استخدموا وثائق عراقية وعربيَّة وهذا سبّب لنا حرجًا كبيرًا مع أسرهم بالسعوديَّة. وسرد قصة أحد المواطنين السعوديين ويدعى «فهد بن عبد العزيز فلاته» الذي تتواصل والدته معنا «السفارة العراقية في الرياض» عبر اتِّصالاتها المتكرِّرة طوال أربع سنوات ماضية وسبق أن خاطبنا الخارجيَّة والداخليَّة العراقية للبحث عنه ولم نجده وبعد توقيع الاتفاقية بين البلدين كشف عن هويته واسمه الحقيقي واتصل بوالدته. وأضاف الدكتور العبيدي أن الجانب العراقي هو من طلب إبرام تبادل السجناء من عام (2006م). وفي السياق ذاته أكَّد محامي أسر المعتقلين عبدالرحمن الجريس رئيس مجموعة الجريس للمحاماة والاستشارات القانونية قائلاً: يجب توحيد هذه الجهود ودعم ومساندة التحرّك الرسمي للوصول لما يخدم جميع الأطراف في السعوديَّة وفي العراق خاصة لما يعانيه ذوو السجناء. وقال المحامي الجريس: اعتقد أنه من الأفضل تشكيل لجنة تشرف عليها هيئة الهلال الأحمر وتكون لهذه اللجنة صفة رسمية تخدم جميع الأطراف، كاشفًا أن أبناء الوطن فيهم خير حتَّى ولو اخطأوا حيث تَمَّ إطلاق سراح بعضهم قبل نهاية محكومياتهم بسبب حسن السيرة والسلوك في السجون العراقية، وهذا يعطي مؤشرًا جميلاً على أن الجانب العراقي لديه عدالة ويحترم السجناء. وأضاف المحامي الجريس أن الوطن أولى بأبنائه، مشيرًا إلى أننا نهتم ونقدر ظروف أولياء أمور الإخوة العراقيين الذين لهم أقارب في السجون السعوديَّة وتبادل السجناء سوف يخفف من معاناة الأسر.