عادت التصريحات النارية الاستفزازية بقوة إلى الساحة السياسية، وانحصرت هذه المرة في أكبر قطبين سياسيين في البلاد ألا وهما حزب حركة النهضة الذي يقود الائتلاف الحاكم وحزب حركة نداء تونس بقيادة زعيمه الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة الأسبق. هذه المرة انطلقت «النيران الصديقة» من رأس القيادة بنداء تونس حيث صرح السبسي في حوار تلفزي تم بثه ليلة الجمعة بأن الفرق بين سياسة حزبه وسياسة حزب حركة النهضة يتجسد بالأساس في أن النهضة تسعى لإعادة الدولة إلى القرن السابع بينما نداء تونس يرغب ببناء دولة حديثة بمعايير القرن الواحد والعشرين، مضيفاً أن هذا يعني أن أجندة النهضة تخالف أجندة حركة نداء تونس على حد تعبيره. وشدد على أنه من حق التجمعيين المشاركة في الحياة السياسية معتبراً أن التجمع كان حزباً وانحل نهائياً والأشخاص الذين كانوا يمثّلونه لديهم صفة المواطنة ممّا يعني لديهم حق المشاركة السياسية. يأتي هذا التصريح الصريح رداً على سعي النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية حليفة في الترويكا، إلى سنّ قانون يستبعد التجمعيين من المشهد السياسي التونسي خصوصاً مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية القادمة بعد أشهر قليلة. من جهته، حمّل الطيب البكوش القيادي في نداء تونس الترويكا الحاكمة في تونس، وتحديداً «النهضة» التي قال إنها تعمل على تغيير الوجه السياسي والثقافي لتونس مسؤولية ما شهدته تونس وما ستشهده من حركات احتجاجية وإضرابات.. مؤكداً أن حركة النهضة خدعت التونسيين بخوضها حملة انتخابية ارتكزت على الحرص على التوافق واحترام المنجزات خصوصاً تلك المتعلقة بالمرأة وعدم السعي إلى إرساء نظام ديني وهي الآن تقوم بعكس ذلك حسب تعبيره.