يشهد مسجد قباء بالمدينةالمنورة توافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام زوار المدينةالمنورة بعد أن أكرمهم المولى عز وجل بأداء الفريضة وزيارة المسجد النبوي الشريف للصلاة فيه والسلام على رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، ومن ثم زيارة المعالم التاريخية التي تزخر بها طيبة الطيبة، حيث يحرص الزوار على زيارة المسجد والصلاة فيه اقتداء بالمصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. ويعد مسجد قباء الذي يبعد عن المسجد النبوي حوالي ثلاثة كيلومترات أول مسجد بُني في الإسلام كما ذكر بالقرآن الكريم في سورة التوبة حيث يقول الحق تبارك وتعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالُ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ). ويقع المسجد في الجزء الجنوبي الغربي من المدينةالمنورة، وقد شارك الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه في بنائه بنفسه، ثم جدده الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه وزاد فيه، ولما اعتراه الخراب جدده من بعده الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عندما كان أميراً على المدينةالمنورة، وأقام له المئذنة، وذلك في الفترة من 87-93ه، وفي سنة 435 تم وضع المحراب به. ثم توالت أعمال التجديد في المسجد عبر التاريخ إلى أن جاء العهد السعودي فصدرت الأوامر بإعادة بنائه وتجديده وفرشه مع الحفاظ على الطراز المعماري الإسلامي الخاص به. كما أتت عقب ذلك التوسعة التاريخية التي كانت تتويجا لكل مامضى، فكان هذا البناء الفريد الشامخ الموجود حالياً الذي يحكي بمداد من عز وفخر لكل مرتاديه ومشاهديه مدى اهتمام القيادة الرشيدة ببيوت الله والعناية بها لتصل الطاقة الاستيعابية للمسجد إلى عشرين ألف مصل. وقامت وزارة الحج والأوقاف في تلك الفترة بنزع ملكية الأراضي والعقارات المحيطة به وكلفت أحد أمهر المكاتب الهندسية المتخصصة في العمارة الإسلامية لتصميم المسجد على نسق المسجد القديم تحقيقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة. وفي يوم الخميس 8 صفر 1405ه تم وضع حجر الأساس للبدء في التوسعة التاريخية التي استمرت لمدة سنتين، وفي عام 1407ه تم الانتهاء من عمارته وافتتاحه.