قال مشاركون في محادثات بالدوحة إن خطة لتوحيد المعارضة السورية واجهت مشاكل فور طرحها على طاولة التفاوض.. وتستهدف الخطة كسب تأييد قوى أجنبية تأمل في أسقاط الرئيس السوري بشار الأسد. ودعمت دول غربية وعربية محادثات الدوحة التي تستهدف تشكيل تحالف مناهض للأسد يضم جماعات معارضة داخل سوريا وزعماء سياسيين في المنفى وفي الأساس الفصائل المختلفة في المجلس الوطني السوري. وخلال المناقشات الساخنة التي جرت في العاصمة القطرية ليل الثلاثاء هاجم كثيرون في المجلس الوطني السوري رياض سيف العضو البارز في المجلس الذي صاغ المبادرة واتهمه البعض بتبني أجندة أمريكية لتهميش المجلس الذي يهيمن عليه الإسلاميون. وقال مصدر من المجلس «سيف لم يكن مقنعاً أبداً أمس. لقد قال للمجلس إنه سيمضي قدماً بالمبادرة بموافقة المجلس أو بدونها.. وقالت مصادر معارضة إن سيف اقترح تشكيل مجلس للمعارضة يضم 60 مقعداً يخصص منها 24 مقعداً للمجلس الوطني وإن كثيرين يعتقدون أن هذا ليس بتمثيل جيد للمجلس. وتقضي المبادرة بأن يقوم مجلس المعارضة الجديد باختيار حكومة انتقالية وينسق ما بين الجماعات المسلحة لتمهيد الطريق أمام حقبة ما بعد الأسد. وذكرت المصادر أيضا أن جماعة الإخوان المسلمين الأكثر قوة داخل المجلس الوطني السوري أبدت موافقتها على المبادرة الجديدة.. وقال مصدر إن هناك توتراً ومخاوف داخل المجلس الوطني السوري من أن الموافقة على المبادرة ستضر بدور المجلس وأن الأعضاء يطالبون بضمانات. وأضاف «لكن المجلس عملي.. وهم يتفاوضون. وعلى الصعيد الميداني قال نشطاء في المعارضة السورية: إن مسلحي المعارضة هاجموا حواجز للجيش في حي ميدان في قلب دمشق أمس الخميس لتخفيف الضغط على معاقل المعارضة في ريف دمشق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي. وأضاف النشطاء: إن قوات الرئيس بشار الأسد ردت بقصف منطقة تجارية وسكنية مكتظة بالسكان خارج أسوار البلدة القديمة مباشرة مما أدى إلى مقتل امرأة من المارة وعامل في مغسلة للسيارات.. وهذا هو أول اشتباك خطير في حي ميدان منذ أن اجتاحت قوات الأسد المنطقة في يوليو تموز الماضي في هجوم بالمدرعات وطردت المعارضة من مواقعها في وسط دمشق. وقال ناشط من المعارضة في العاصمة رفض الكشف عن اسمه خوفاً من الانتقام إن مسلحي المعارضة أطلقوا قذائف صاروخية وفتحوا نيران بنادق آلية على حواجز طرق وعلى مواقع أخرى للجيش وقوات الأمن تحيط المنطقة.. وقال الناشط: بدأت خلايا المعارضة الكامنة في دمشق التحرك لتخفيف الضغط على مناطق التضامن والقدم والحجر الأسود. وكان المعارض يشير إلى أحياء سنية للطبقة العاملة تقع في جنوبدمشق حيث يهاجم مسلحون قوات الأسد بالرغم من التدمير الناجم عن الغارات الجوية والقصف.. وأسفر القتال الذي احتدم في الأسابيع القليلة الماضية عن سقوط مئات القتلى والجرحى وسلط الضوء على العنصر الطائفي في الانتفاضة التي يغلب عليها السنة ضد الأسد المنتمي للطائفة العلوية. ونفذ مسلحو المعارضة هجمات بالقنابل هذا الأسبوع في منطقتين على الأقل من مناطق العلويين واغتالوا شخصيتين من الشخصيات المقربة من حكومة الأسد. وقالت وحدة للمعارضة الإسلامية المتمركزة في منطقة حوران الجنوبية إنها استهدفت قصر الرئيس السوري في دمشق لكنها لم تصبه في هجوم يبرز الجرأة المتزايدة للمسلحين الذين يقاتلون لإسقاط حكم عائلة الأسد المستمر منذ 42 عاماً.. ولم يكن من الممكن التحقق مما إذا كان الأسد موجوداً في القصر وقت الهجوم.. وللأسد عدد من مقار الإقامة في دمشق.