سبقت أبيغيل آدامز زمانها بمناصرتها لشمول المرأة في الحياة السياسية. فقد كتبت لزوجها، القائد الثوري جون آدامز، في آذار - مارس 1776، عندما كان مندوباً إلى الكونغرس القارّي، قائلة «تذكر السيدات»، وحثت أبيغيل على أن يأخذ ذلك الكونجرس في الاعتبار حقوق المرأة أثناء وضعه أسس الاستقلال الأمريكي. وقد أصبحت أبيغيل آدامز السيدة الأمريكية الأولى، عندما خلف زوجها جورج واشنطن في منصب الرئاسة سنة 1797. وبين رسالة أبيغيل آدامز والحملة الانتخابية لهيلاري رودام كلينتون سنة 2008، أول مرشحة سياسية للرئاسة كان من المحتمل أن يحالفها التوفيق، استطاعت أجيال النساء الأمريكيات التغلب على الصور النمطية وكسر الحواجز القائمة أمامهن لشغل المناصب المنتخبة. في العام 1887، انتخبت سوزانا مادورا سالتر رئيسة لبلدية أرغونيا بولاية كنزاس، وأصبحت بذلك أول رئيس بلدية أمريكية بعد مرور مجرد أسابيع على حصول المرأة في كنزاس على حق التصويت. كان بعض الرجال قد رشحوا سالتر البالغة من العمر 27 سنة للمنصب على سبيل المزاح، لكن المزاح انقلب عليهم عندما فازت في الانتخابات. نساء في الكونغرس احتلت جانيت رانكين، العضوة في الحزب الجمهوري من ولاية مونتانا، مقعدها في مجلس النواب الأمريكي في 2 نيسان - إبريل 1916 وكانت أول امرأة تنتخب للكونغرس، وذلك حتى قبل ان يعطي التعديل التاسع عشر للدستور في العام 1920 جميع النساء الأمريكيات حق التصويت في الانتخابات. في العام 1932، أصبحت هيتي كاراويي، التي عينت في بادئ الأمر لتولي منصب زوجها المتوفى، أول امرأة منتخبة لمجلس الشيوخ بصفتها الشخصية، ممثلة في ذلك ولاية أركنسو، أخذت كاراويي، التي كانت تلقب «بهيتي الصامتة» لندرة خطبها العامة، مسؤولياتها بجدية تامة وبنت سمعة من النزاهة. ومثلت مارغرت تشيس سميث في بادئ الأمر ولاية مين في مجلس النواب، ثم في مجلس الشيوخ وكانت أول امرأة تخدم في مجلسي الكونغرس. وفي العام 1964، أصبحت سميث العضوة في الحزب الجمهوري، أول امرأة ينظر في ترشيحها للانتخابات الرئاسية في مؤتمر انتخابي قومي، ولكنها خسرت أمام باري غولدووتر. أطلقت شيرلي تشيزوم من نيويورك - وهي أول امرأة سوداء تنتخب للكونغرس، ومناصرة لحقوق الأقليات - حملتها للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة سنة 1972. وفي العام 1984، أطلقت جيرالين فيرارو حملتها الانتخابية كمرشحة ديمقراطية لمنصب نائبة الرئيس. وعند قبول ترشحها، قال نائب نيويورك «باختياركم للترشح لثاني أعلى منصب في الدولة، أرسلتم إشارة قوية إلى جميع الأمريكيين. ليس هناك أبواب لا نستطيع فتحها، لن نضع أية قيود على الإنجازات». وعندما ألقى الرئيس جورج دبليو بوش خطابه عن حالة الاتحاد في كانون الثاني - يناير 2007، جلست وراءه على المنصة نانسي بيلوسي من شان فرانسيسكو، أول رئيس لمجلس النواب الأمريكي (رئيس المجلس يأتي في المرتبة الثانية لخلافة الرئيس بعد نائب الرئيس). وفي العام 2008، أصبحت سارة بالين أول امرأة يرشحها الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس. وفي حزيران - يونيو 2008، اختتمت السيدة الأولى السابقة، هيلاري رودام كلينتون، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيويورك، محاولتها التاريخية للفوز بالرئاسة الأمريكية، غير أن ال 18 مليون صوتاً التي حصلت عليها في الانتخابات التمهيدية في حزيران - يونيو لم تكن كافية لتأمين ترشيح الحزب الديمقراطي لها.