إن الكلام والخطاب وإن نمق وهُذب وبدا رصينًا فهو البداية لطريق طويل يبدأ بخطوة فلا تحقر ما تفعل وإن كان بسيطًا سهلاً كما تراه أنت وتذكر أن الجبال تبنى من الحصى (لا تحقرن من المعروف شيئًا وإن تلقى أخاك بوجه طلق)..حيث يبقى الفعل أصدق قولاً وأعلى صوتًا وأبقى عمرًا!! من كل ما تحويه معاجم اللغة من مفردات وعبارات، فإنَّ الأجساد تفنى وتذهب وتبقى افعالُها شاخصةً، فطوبى لِمَنْ عمل عملاً يرجو رحمة الله فيه..، سجلاتهم مليئة بالمنجزات، وليس التنظير وتتبع السلبيات وتضخيمها كما فعل البعض!!!. رجال بيننا نراهم قممًا من البذل والعطاء وآخرون لازالوا في أذهاننا حاضرين، حيث نراهم كل ما رأينا لبِناتهم التي رصفوها جدارًا عاليًا يستظل به كل من مرَّ على الطريق ويردّد صدى أعمالهم البعيد قبل القريب، إن العطاء والبذل قيمتان لا يقدر عليهما إلا من ابتغى رضى رب العالمين، فمن جاد بما يجود وإن عمل فهو يسود، إنها هممُ الرِّجال وهم والحمد لله كُثر ونرى أفعالهم حتَّى وإن لم يُشار إليها في منصات التتويج!! إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إمَام مُبِينٍ (12) سورة يس. ومن أبسط حقوق هذه القمم أن نذكرهم وندعو لهم في السر والعلن، فها هم حجاج بيت الله العتيق يعودون سالمين غانمين بإذن الله الأجر والمثوبة، وهذا بفضل من الله، ثمَّ بالرِّعاية الكريمة المباشرة من ولاة الأمر وجنود الميدان من جميع القطاعات الأمنيَّة والمدنيَّة والمواطنين والمقيمين الذين أخلصوا في عملهم وتحملوا مشقة هذا المشهد العظيم، فمطلبهم لدى من لا يضيع عنده مثقال ذرة، فشكرًا لهم كل الشكر والتقدير والودِّ والاحترام، وأن يتقبل ما عملوا ويحفظ بلادنا وولاة أمرنا وعلماءنا وشبابنا.. وبلاد المسلمين من كل سوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.