كان باراك أوباما يضطلع بمسؤولياته الرئاسية مواسيًا منكوبي الإعصار ساندي، في حين استأنف خصمه الجمهوري ميت رومني حملته في فلوريدا (جنوب شرق) قبل ستة أيام من الانتخابات الأمريكيَّة. ويُتوقَّع أن يصل الرئيس الديموقراطي الذي علّق مشاركته في الحملة الانتخابية منذ الاثنين، بعد الظهر إلى نيوجرزي (شرق) إحدى الولايات الأكثر تضررًا من الإعصار الذي تسبب بعشرات القتلى ودمر جزءًا من شمال شرق الولاياتالمتحدة. وأورد البيت الأبيض أن أوباما «سينضم إلى الحاكم (كريس) كريستي لتفقد أضرار الإعصار والتحدث إلى السكان وشكر أفراد أجهزة الطوارئ». ويحرص أوباما على الظهور في صورة الرئيس الممسك بزمام الأمور المتعاطف مع مواطنيه في معاناتهم بعد سبع سنوات على الإعصار كاترينا الذي ساهم في تراجع كبير في شعبية سلفه جورج بوش بعدما تقاعس في التحرك حياله. وتوجه أوباما منذ الأحد إلى مقر الوكالة الفدرالية المكلفة بمعالجة الأزمات. والاثنين قبل أن يضرب الإعصار السواحل دعا الأمريكيين إلى توخي الحذر، متحدِّثًا إليهم من قاعة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض. والثلاثاء زار مقر الصليب الأحمر وتحادث هاتفيًّا مع 13 حاكمًا وسبعة رؤساء بلديات واتصل أيْضًا بمسؤولين في شركات كهرباء لإبلاغهم ب»أولوية» إعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المحرومة منه. وبعد هذا النَّشاط على كافة الجبهات، سيتم مراقبة زيارته لنيوجرزي عن كثب في المرحلة الأخيرة من الحملة قبل اقتراع السادس من تشرين الثاني - نوفمبر، بسبب المواقف الأخيرة لحاكم هذه الولاية. والحاكم كريستي الجمهوري الشعبوي، أحد أبرز معاوني رومني وغالبًا ما ينتقد الرئيس بشدة في خطاباته. لكنَّه صباح الثلاثاء أشاد بأوباما لإدارته للأزمة. وصرح كريستي لتلفزيون «ام اس أن بي سي» أن «الرئيس كان عظيمًا. تحادثت معه هاتفيًّا ثلاث مرات أمس واتصل بي آخر مرة عند منتصف اللَّيل ليسألني إذا كنت احتاج إلى شيء». وعلى فوكس نيوز ردًا على سؤال حول ما إذا كان يُتوقَّع أن يأتي رومني لتفقد الأضرار، قال كريستي المعروف بصراحته: إنه يستبعد ذلك. وقال قبل الإعلان عن زيارة أوباما «لدي 2.4 مليون شخص من دون كهرباء. والساحل مدمر وشمال ولايتي تغمرها الفيضانات. إذا كنتم تظنون أني اكترث (للانتخابات) الرئاسية فإنكم لا تعرفونني جيدًا». من جهته قرَّر رومني استئناف حملته في محاولة للتقدم على أوباما وهو هدف يمكن تحقيقه نظرًا إلى الفارق الضيق بينهما في آخر استطلاعات الرأي. وسيشارك الأربعاء في ثلاثة تجمعات انتخابية في ولاية فلوريدا التي تُعدُّ من الولايات الأساسيَّة التي ستحسم نتيجة الاقتراع. لكن الهجمات على خصمه قد لا تكون في محلها في وقت يحاول أوباما مواساة المنكوبين ويتقرّب أكثر من كريستي. وحول رومني اجتماعًا انتخابيًّا الثلاثاء في أوهايو (شمال) إلى تجمع «لمساعدة» المنكوبين جرَّاء الإعصار ساندي بجمعه المواد الغذائيَّة خلاله لنقلها إلى سكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة.