اوقع الاعصار ساندي 31 قتيلا الثلاثاء في الولاياتالمتحدة واوقع اضرارا فادحة خصوصا في مدينة نيويورك التي شهدت انقطاعات واسعة بالكهرباء اصابت ملايين الاشخاص. وبعد ان اوقع الاعصار 67 قتيلا في الكاريبي، ادى الى مقتل 31 شخصا على الاقل في الولاياتالمتحدة اضافة الى قتيل واحد في كندا. ولا يزال اكثر من ثمانية ملايين منزل محرومين من التيار الكهربائي صباح الثلاثاء في الولاياتالمتحدة. وفي ولايتي نيويورك ونيوجرزي حيث بدا هذا الاعصار واحدا من الاكثر قوة في تاريخ البلاد، اعلن الرئيس باراك اوباما فجر الثلاثاء حالة "الكارثة الكبرى"، ما يسمح بتقديم مساعدة فدرالية للضحايا. وقبل اسبوع تماما على موعد الاستحقاق الرئاسي في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر، علق اوباما حملته الرئاسية للتركيز على عمليات الاغاثة، معربا عن "قلقه" و"حزنه" لسقوط ضحايا واضرار بسبب الاعصار. واعلن البيت الابيض الغاء التجمعات الانتخابية المقررة الاربعاء للرئيس. وقال المتحدث باسم البيت الابيض الثلاثاء جاي كارني في بيان ان "الرئيس سيتوجه بعد ظهر الغد (الاربعاء) الى نيوجرزي حيث سينضم الى الحاكم كريس (كريستي) لمعاينة اضرار العاصفة والتحدث الى السكان ... والتوجه بالشكر الى العاملين في هيئات الطوارئ والذين جازفوا بحياتهم". وقبل ذلك بدقائق، كان اوباما توجه الى مقر الصليب الاحمر في واشنطن حيث شدد على ان الازمة الناجمة عن الاعصار لم تنته بعد. وقال اوباما "هذه العاصفة لم تنته بعد". واضاف ان عواقب الاعصار "مدمرة لسائر البلاد"، واكد متوجها الى المنكوبين "الولاياتالمتحدة تقف الى جانبكم". من جهته، اعلن المنافس الجمهوري للرئيس ميت رومني والذي بات في دور المتفرج بينما يتولى اوباما قيادة عمليات اغاثة المنكوبين نتيجة الاعصار، انه سيشارك الاربعاء في تجمعات انتخابية في ولاية فلوريدا الاساسية. وبدت نيويورك المكتظة عادة بالسكان شبه مقفرة وتركزت الجهود على مساعدة المنكوبين ومعاينة الاضرار. واعلن رئيس البلدية مايكل بلومبرغ في مؤتمر صحافي ان عشرة قتلى على الاقل سجلوا في نيويورك، مشيرا الى احتمال ارتفاع الحصيلة. وتابع ان قرابة 750 الف اسرة لا تزال محرومة من التيار الكهربائي في المدينة. وفي الولاياتالمتحدة غالبية خطوط الكهرباء غير موصولة تحت الارض مما يجعلها معرضة لسقوط الاشجار او الاغصان خلال العواصف. وغرق النصف الجنوبي من جزيرة مانهاتن في الظلام خلال الليل. وحدها بضعة ابنية مزودة بمولدات كهربائية كانت مضاءة. والنصف الجنوبي للجزيرة هو ايضا الاكثر تضررا من الفيضانات. والى جنوب شارع كنال ستريت، تجول تومي فلين وهو مصور في ال57 الثلاثاء وهو يلتقط صورا لشجرة هوت نتيجة الاعصار. وقال فلين انه وعلى الرغم من انقطاع التيار عن شقته الا انه لن يغادرها "لقد قمت مع صديقتي بتخزين الماء وطعام غير قابل للفساد وبطاريات ومصابيح كهربائية وبعض السكاكر والشوكولاتة. كما انه ليس لدينا مكان نقصده". وفي حديقة باتري بارك في اقصى الجنوب لوحظ انحسار للمياه بعد ارتفع مستواها الى اكثر من اربعة امتار خلال المد. وشوهدت بعض الاغصان على الطرقات بالاضافة الى كابلات على الارصفة. وبعد ان شلت الحركة في نيويورك منذ 24 ساعة، استانفت المدينة نشاطها بصعوبة مع اعادة افتتاح ثلاثة من الجسور التي تربط بين بين مانهاتن وحي بروكلين، الا ان وسائل النقل العامة لا تزال معلقة. وغمرت الفيضانات العديد من انفاق المترو حيث تدفقت مياه البحر الى الممرات وفاضت في بعض الاحيان الى ما فوق الارصفة. وصرح جوزف لوتا رئيس شركة ام تي ايه المسؤولة عن النقل في نيويورك "ان مترو نيويورك عمره 108 سنوات لكنه لم يسبق ان واجه كارثة مدمرة كالتي شهدناها الليل الماضية". وفي ولايتي نيويورك ونيوجرزي، توقف العمل في ثلاثة مفاعلات نووية، بينما خفض مفاعلان اخران انتاجهما بسبب ارتفاع مستوى المياة، حسبما اعلنت وزارة الطاقة. وكانت نيوجرزي التي مر فيها الاعصار ساندي مساء الاثنين الاكثر تضررا من انقطاع الكهرباء اذ حرم 2,5 ملايين شخص من التيار. وقال الحاكم الجمهوري كريس كريستي القريب من رومني ان الاضرار على الساحل "تفوق الوصف"، لكنه اشاد ايضا بالاداء "الملفت" للرئيس اوباما. وفي دائرة برغن (نيوجيرزي) الواقعة على بعد كيلومترات من مدينة نيويورك انهار سد مهددا مئات الاشخاص مما دفع بالحرس الوطني الى تعبئة صفوفه مع اجهزة الانقاذ. وفي 11 ولاية، تمت تعبئة اكثر من 7400 عنصر من الحرس الوطني الثلاثاء لمواجهة عواقب الاعصار. ويواصل الاعصار مساره في البر لكن مع تضاؤل قوته. وعند الساعة 17,00 تغ كان يعبر بنسلفانيا وتراجعت سرعة الرياح المرافقة له الى 70 كلم/الساعة في مقابل 150 كلم/الساعة في اليوم السابق. ولا تزال تداعيات الاعصار متواصلة حيث اصدرت مصلحة الارصاد الجوية في واشنطن انذارا من حصول فيضانات بسبب فيضان نهر بوتوماك، كما من المتوقع تساقط قرابة متر من الثلوج على الجبال في فرجينيا الغربية. وكانت المدارس والهيئات العامة وغالبية المتاجر لا تزال مغلقة الثلاثاء في المنطقة، ووسائل النقل العامة معلقة. ومن المفترض ان تعود هذه الخدمات بشكل تدريجي بعد ظهر الثلاثاء في واشنطن بحسب الشركة المشغلة "دبليو ام ايه تي ايه". ولا تزال غالبية مطارات شمال شرق البلاد مغلقة، كما الغيت قرابة ستة الاف رحلة يوم الثلاثاء. وبقيت وول ستريت مغلقة لليوم الثاني على التوالي، الا انها ستستانف العمل الاربعاء.