شهدت مداخل المدينةالمنورة البريَّة والجويَّة مساء أمس الاثنين كثافة كبيرة في أعداد الحجاج القادمين من مكةالمكرمة بعد أن أكرمهم الله بأداء مناسكهم في يسر وسهولة وقد عبَّروا في لقاءات مع (الجزيرة) عن سعادتهم الكبيرة بنجاح موسم الحجِّ بشكل فاق تصوراتهم. وأكَّد عددٌ من الحجاج الذين أدوا الفريضة في سنوات مضت أنهم عاشوا حجَّ هذا العام فترات سعيدة وشهدوا تنظيمًا رائعًا واعتبروا حجَّ هذا العام من أنجح المواسم وقالوا: إن هذا النجاح تَمَّ بتوفيق الله، ثمَّ بفضل الخدمات المميّزة التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لضمان راحتهم وأمنهم وسلامتهم، وأجمعوا على أن كافة الخدمات كانت متميزة وفي متناول الجميع رغم كثافة الأعداد الكبيرة من الحجاج الذين تواجدوا في وقت واحد في المشاعر المقدسة، منوهين بمشروع الجمرات وامتدحوا التنظيم الجيد في رمى الجمرات، كما امتدحوا وفرة المواد الاستهلاكيَّة وخصوصًا مياه الشرب المبردة والوجبات الغذائيَّة التي كانت توزع بالمجان على الحجاج. وأكَّدوا أن هذه التنظيمات الجيِّدة كانت وراء النجاح الكبير للموسم ، مُؤكِّدين أنها لم تأت بضربة حظ وإنما كانت نتاجًا لجهود مكثفة وعطاءً سخيًا ودراسات عميقة جسّدت ثراء التجربة السعوديَّة في مجال تنظيم مواسم الحجِّ والعمرة. جاء ذلك في لقاءات ميدانية ل(الجزيرة) مع الحجاج في مداخل المدينةالمنورة مع تزايد توافد قوافل الحجاج من مكةالمكرمة، حيث قال المهندس أحمد خلدون من الأردن لقد أكرمني الله بأداء الحجِّ هذا العام وكنت أشعر بشيء من القلق بسبب كثافة الازدحام ولكن ما شاهدته هذا العام من خدمات متطوِّرة جعلني أرفع يدي لله عزَّ وجلَّ شاكرًا حامدًا على ما وفرته حكومة هذه البلاد للحجاج من خدمات أعدّها إعجازية في حجمها وفي شموليتها للجميع رغم كثافة أعداد الحجاج ومحدودية الزَّمَان والمكان، وقال: إن ما شاهدته في المشاعر التي هي جزءٌ من صحراء شاسعة ليس فيها حياة إلا في أيام المناسك جعلني أشعر بحجم المعجزة السعوديَّة في تنظيم مواسم الحجِّ وهي تجربة جديرة بالدراسة والاستفادة منها وأنكم في هذه البلاد تقدمون منهجًا رائعًا في التنظيم واستيعاب كثافة الأعداد من خلال الاستعداد المسبق المعتمد على الدراسة. وقال الحاج عبد الجبار عبد المجيد أكبر من باكستان مقيم في الإمارات: لقد شرَّفني الله بأداء المناسك وقد شعرت برهبة كبيرة وأنا أشاهد الجموع الغفيرة من عباد الله وهم يتوافدون على المشاعر المقدسة ملبين مهللين، وبالرغم من كثافة هذه الأعداد إلا أنهم كانوا يجدون كافة الأجهزة الحكوميَّة مُسخَّرة لخدمتهم ورعاية شؤونهم خدمات صحية، مواد غذائيَّة، خدمات أمنية، خدمات إرشاديَّة وتوعويَّة، خدمات إسكانية، وقال: إن أكثر ما لفت نظري هو استتباب الأمن الجيّد الذي أشعرنا بالأمن والاستقرار والطمأنينة التي نحتاجها. وقال الحاج إياد ميموني من لبنان: بداية أحمد الله الذي سخّر لي ولأخواني المسلمين أداء مناسك الحجِّ في أجواء إيمانية مفعمة بالروحانية والخشوع وقد شعرنا أننا في واحة أمنية جسَّدت أن أرض الحرمين هي أرض الأمن والأمان، كما أننا أدينا مناسكنا وسط كم هائل من الخدمات الشاملة والكبيرة التي لا تعد ولا تحصى سخّرتها حكومة هذه البلاد حفظها الله لراحة حجاج بيت الله الحرام لتجعل من رحلة الحجِّ في منتهى اليسر والسهولة وقد نجحت شمولية الخدمات في تجاوز الأعداد الكبيرة التي توافدت على المشاعر المقدسة خلال حجِّ هذا العام واستيعاب من خلال تكامل الخدمات ودقة المتابعة من المسؤولين الذين تواجدوا في كافة مناطق الحجِّ وهو ما أثمر عن الوقوف ميدانيًّا على كافة المشكلات والتَّعامل معها ووضع الحلول المناسبة لتجاوز أية عقبات. ونوّه الحاج عمرو محمد العزب من مصر بالتطوير الكبير للجمرات الذي حدَّ من حدوث أيَّة حوادث ولله الحمد وقال: لقد كنت أشعر بشيء من الرهبة والخوف والقلق بسبب كبر سني وخوفي من الازدحام وآثاره السلبية خصوصًا أنني مصاب بمرض مزمن وقد حاول أقاربي منعي من السَّفَر إلا أن الله أكرمني وله الحمد والشكر وأديت المناسك بفضل ما وفرته حكومة هذه البلاد من خدمات مميزة للجميع ووجدت كل رعاية من المسؤولين في هذه البلاد أعزها الله وأنا الآن في طريقي إلى بلدي بعد زيارة المسجد النبوي الشريف وأجدها فرصة مناسبة لشكر هذه البلاد الحبيبة على خدماتها الجليلة للحجاج، ولا يفوتني أن أشيد بالمستوى الأمني الرفيع الذي وجدناه خلال أداء المناسك. من جانبه ثمن الحاج أمجد محمود البراقي من الأردن الخدمات الأمنيَّة وقال: إن رجال الأمن في المناسك قدَّموا لنا خدمات عديدة تجاوزت مفاهيم الأمن التي نعرفها، حيث تولى عددٌ منهم تقديم خدمات إرشاديَّة وخدمات إنسانيَّة في مساعدة كبار السن والسيدات لعبور الطرق وإرشادهم إلى مقار السكن كما كانت الحالة الأمنيَّة جيِّدة ولم نشعر بأيِّ قلق أو خوف على أنفسنا وأموالنا فشكرًا لكم على ما تبذلونه من خدمات متكاملة وشاملة لضيوف الرحمن. وقال الحاج إكرامي مجيدي من إيران يقيم في بلجيكا: لقد أديت مناسك الحجِّ عدَّة مرات وكنت في كلِّ مرة أجد تطوَّرًا ونموًا وتحديثًا لخدمات المملكة للحجاج وهذا العام وجدت قمة التطوّر القائم على تخطيط شمولي ودراسات تستند إلى قاعدة من المعلومات الموثقة وهو ما يعني أنكم في هذه البلاد تضعون مواسم الحجِّ والعمرة في أولوياتكم تجسيدًا للحرص الذي يلمسه أي مسلم تتاح له فرصة زيارة بلادكم لأداء مناسك الحجِّ أو العمرة والمتمثِّل بتوفير خدمات مكتملة لراحة الحجاج والعمار. وقال السيد إبراهيم المحمود من سلطنة عمان: حجُّ هذا العام حصل على شهادة رفيعة المستوى من كافة الحجاج حيث إن التنظيم الجيد كان سمة مميزة ولمسنا أن الكثير من خدمات الحجِّ قد شهدت تطوَّرًا كبيرًا من خلال علاج الكثير من السلبيات التي أثرت على انسيابية الحجِّ في سنوات ماضية وهذا يعني أن التخطيط يشمل كافة مناحي الحجِّ لتطويرها وجعل رحلة الحجِّ رحلة ميسرة وهذا هدف نبيل نشكركم عليه.