الشاعر والأديب والإعلامي سليمان الفليح هو صاحب الفضل بعد الله في وضع الخطوط العريضة للساحة الشعبية وتجاوزها لنمطية الحضور المتشابه في القصيدة بمفرداتها التقليدية، وموضوعاتها المرسومة لها سلفاً في تعاطي الشاعر معها، فهو من تبنى الحضور الإعلامي للشعراء الذين تقترب قصائدهم للفصحى بعد أن كان حضورهم التقليدي الوحيد في الكويت يحول دونه بفاعلية كل من (رابطة الأدباء وديوانية شعراء النبط) ففتح بيته للشعراء الشباب كل (يوم جمعة) من الأسبوع حينذاك كمنتدى لهم بإيثار يحسب له في تاريخ الساحة الشعبية ونجومها، ومع هذا كان يقسو (من منظور نقدي) لأن الذي يهمه الشعر الحقيقي وليس تلميع الشعراء، وكان آنذاك في صحيفة السياسة الكويتية فكون كوكبة الشعر الشعبي وصحافته بذائقته الأدبية وتوجهه الراقي مما ساهم في إبراز مجموعة نجوم منهم: فهد عافت، مسفر الدوسري، خلف الأسلمي، فهد دوحان، نايف صقر، حمود البغيلي، عبدالله الردعان، نايف الحربي، ناصر السبيعي، وسيظل (أبو سامي) عراب الساحة الشعبية الذي يبادله الجميع فيها كل المحبة والتقدير، لأن الكبير في مواقفه سليمان الفليح لم يبذل ما بذله إلا لوجه الله أولاً وحب الشعر ثانياً فليس له مآرب أو أهداف إلا نهج مشرف يُقتدى به، وهو ما لم ولن ينساه له تاريخ الشعر الشعبي في صفحاته ناصعة البياض.