أعلنت قيادة الجيش السوري الخميس وقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى لكنها قالت إنها تحتفظ بحق الرد على أي هجمات تشنها المعارضة أو أي تحركات لتعزيز الخصوم المسلحين للرئيس بشار الأسد. وأبدى قيادي بالجيش السوري الحر تأييدا للهدنة - التي اقترحها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي - لكنه طالب الأسد بالإفراج عن المعتقلين. وقالت إحدى الجماعات إنها ليست ملتزمة بالهدنة ولكنها قد تعلق عملياتها إذا فعل الجيش ذلك. وقال بيان للجيش السوري بثه التلفزيون الرسمي «بمناسبة حلول عيد الأضحى نعلن وقف العمليات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية اعتبارا من صباح يوم غد (اليوم الجمعة) 26 الشهر الجاري وحتى 29 من هذا الشهر.» واحتفظ الجيش بحق الرد على «استمرار الجماعات المسلحة بإطلاق النار على المدنيين والقوات الحكومية والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واستخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة.» وقال قاسم سعد الدين رئيس المجلس العسكري للمعارضة في محافظة حمص والمتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر إن مقاتليه ملتزمون بالهدنة. لكنه أضاف أنهم لن يسمحوا للنظام بتعزيز مواقعه وقال إنهم يطالبون النظام بإطلاق سراح المعتقلين بحلول صباح الجمعة. وقال أبو معاذ المتحدث باسم جماعة أنصار الإسلام إن الجماعة تشك في أن قوات الأسد ستلتزم بالهدنة لكنها قد تعلق عملياتها إذا علق الجيش عملياته. وقال مسؤول بالأممالمتحدة في جنيف إن هيئات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية تستعد لاغتنام أي فرصة يتيحها وقف إطلاق النار للذهاب إلى المناطق التي كان يصعب الوصول إليها بسبب القتال. وذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها أعدت مستلزمات للطوارئ لتوزيعها على ما يصل إلى 13 ألف أسرة - نحو 65 ألف شخص - في مناطق تعذر دخولها في الماضي ومن بينها حمص ومدينة الحسكة في شمال شرق البلاد. ميدانياً قال مقاتل من المعارضة «حررنا للتو الأشرفية والحي السرياني» في إشارة إلى مناطق كانت تسيطر عليها ميليشيا كردية وقوات موالية للأسد. وقال ناشطون إن 14 شخصا على الأقل قتلوا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان حصيلة أعمال العنف الخميس بلغت 95 قتيلا هم 38 مدنيا و37 جنديا نظاميا و20 مقاتلا معارضا. وحثت الصين جميع الأطراف على احترام وقف إطلاق النار الذي أيدته إيران حليفة سورية الرئيسية. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس ان الولاياتالمتحدة تأمل في ان تحترم الحكومة السورية وخصومها الهدنة وأبدت شكوكها بالوفاء بالهدنة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين «النظام السوري بارع بشكل خاص في تقديم الوعود واقل براعة في الوفاء بها». وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن بان رحب بالهدنة المقترحة وقال إن من المهم أن تلتزم الحكومة السورية وجماعات المعارضة بها. فيما صرحت الخارجية الروسية في بيان تلاه المتحدث باسمها الكسندر لوكاشفيتش «من المعروف علنا ان واشنطن على علم بتسليم عدة أنواع من الأسلحة إلى مجموعات مسلحة غير شرعية تتحرك على الأراضي السورية»، لكن وزارة الخارجية الأمريكية نفت الأمر مذكرة بأن الولاياتالمتحدة لا تقدم مساعدة عسكرية للسوريين. إلى ذلك قال محققون في جرائم حرب من الأممالمتحدة الخميس إنهم يسعون إلى مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد لطلب السماح لفريقهم بدخول البلاد بعد ان منع من ذلك منذ تشكيله قبل عام. ويجمع الفريق الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو أدلة وشهادات عن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية ومقاتلو المعارضة خلال الصراع الذي بدأ منذ 19 شهرا.