أكَّدَ الشيخ طلال بن أحمد العقيل مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة حرص دعاة الوزارة على العمل وفق قواعد مبنية على أحكام التيسير في الحج وعدم التصادم مع فتاوى علماء مختلف دول العالم الذين يرشدون الحاج في بلده. وأوضح الشيخ العقيل أن مهمة خدمة وتوعية الحجاج أمانة، ودعاة التوعية يعرفون حجمها وقيمتها وأهميتها ولا مجال للتشكيك أو التقاعس أو الإهمال أو التراخي في أي جزئية من الجزئيات.. لافتاً إلى أن الوزير آل الشيخ حدد المهام وفق خطة شاملة لكل داعية ومترجم وموظف جزء من هذه الخطة المترابطة وفيما يلي نص الحوار: ملامح بداية أود أن تقدم أبرز الملامح التي سوف تسهم بها الوزارة في موسم حج هذا العام؟ - الوزارة كغيرها من قطاعات ومؤسسات الدولة المكلفة بخدمة ضيوف الرحمن وبلا شك فإن توعية الحجاج وإرشادهم خدمة جليلة ومهمة تقدمها الوزارة على مدار الساعة ويستفيد منها الحجاج منذ وصولهم من بلادهم وتتواصل معهم حتى مغادرتهم بعد أدائهم للفريضة تحفهم عناية الله تعالى ثم الرعاية الكريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز - وفقهم الله وبارك في إعمالهم وأعمارهم -، ومن هذا المنطلق فإن جميع منسوبي الوزارة من الدعاة المباركين ومن يعمل معهم من المترجمين والموظفين والإعلاميين والفنيين وغيرهم من منسوبي الوزارة وفروعها في جميع مناطق المملكة يعلمون أهمية عملهم المناط بالوزارة ودورهم المهم في تنفيذ خطة الوزارة المعتمدة من معالي الوزير واللجنة العليا لأعمال الوزارة في الحج المكونة من وكلاء الوزارة والمساعدين وكبار المسئولين الذين يشرفون على التخطيط ومتابعة تنفيذ البرامج ودراستها وإقرارها قبل الاعتماد النهائي من معالي الوزير الذي يتابع الصغيرة قبل الكبيرة وكل ما يتصل برحلة الحج ولذلك فإن مفهوم توعية الحجاج وإرشادهم متصل بالقواعد الشرعية والفقهية البعيدة عن الطرح المتصل بالمزاج والرأي الواحد المنفرد والآراء الشخصية التي تتصادم مع الحالة النفسية للسائل في ظل أن الحاج يحتار عندما تصبح لديه معلومتان مختلفتان ومتضاربتان إحداهما من بلاده والثانية هنا في بلده الثاني أو قد يكون لديه خلل أو نقص في المعلومة وقد يكون لديه علم ومعرفة بالأحكام والواجبات والأركان ومن شدة حرصه على تطبيق السنة النبوية قد يقع في المحظور ويصبح محتاجاً إلى الإرشاد والتوعية والتقويم والمساعدة ليتمكن من الاستمرار في أداء لفريضة التي يعتبرها الحاج رحلة العمر وهنا يأتي دور الداعية الحكيم الذي يعمل في إطار محدد ووفق قواعد مبنية على أحكام التيسير في الحج المتلازمة مع حديث افعل ولا حرج، ومن أبرز ما نلمسه اليوم من أنواع المشقة على الحجاج رغم وجود المشاريع المبهرة والتنظيم الرائع ها هي التسهيلات قد صنعت تلك المسافات الكبيرة بين المساكن وجسر الجمرات المكون من أدوار متعددة متضمناً في هيكله وبنيته وتصميمه المداخل والمخارج والمصاعد والسلالم والاتجاهات الكثيرة ويكاد أن يكون مدينة مصغرة يرتادها 500000 حاج في الساعة الواحدة وهو رقم قياسي وهنا نتوقف وننظر في أعمار الحجاج وكما هومعلوم من المسنين رجالاً ونساء وحتماً يحتاجون لمن يرشدهم وييسر عليهم رحلة حجهم، وهنا يأتي دور دعاة التوعية في الحج الذين يحرصون على صحة الحجاج وأمنهم وسلامتهم والتوكيل في رمي الجمرات هو من أنواع التيسير في الحج الذي يركز عليه دعاة التوعية في الحج الذين نلمس حرصهم على هذا الجانب بما يحقق أهداف الأطراف المعنية وكرَّس مفهوم التراحم والرفق بكبار السن وهو هدف أساس ومنهج رئيس لدعاة التوعية في الحج. رأي فقهي دعاة التوعية في الحج هل يعملون وفق رأي فقهي واحد؟ - هذا السؤال يقودنا لسؤال آخر مرتبط بأحوال الحجاج الصحية والبدنية والثقافية والفكرية ومن خلال التجارب والخبرة التراكمية والرصد والمتابعة لمسنا حاجتهم للتوعية ولمن يعينهم على معرفة الصواب والحاج كثير السؤال للبحث عن المعلومة الصحيحة، وهنا يأتي دور دعاة التوعية في الحج المتمثل في الإرشاد بمفهومه الصحيح والمساندة بمفهومها الصحيح أيضاً وليس العكس ودعاة التوعية في الحج تبدأ مهمتهم قبل وصول الحجاج من بلادهم، فلدينا دعاة من المتخرجين من الجامعات السعودية في معظم دول العالم ويعملون طوال العام لتوعية المسلمين بأركان الدين ومنها نشر المعلومات الصحيحة عن الركن الخامس ولدينا برامج إعلامية عبر القنوات الفضائية والإذاعية لنشر العلوم الشرعية ومنها أحكام الحج والعمرة وبفضل الله تعالى اعتنت الوزارة بتوجيه من معالي الوزير تعلم بما هو مطلوب منها وتقوم بما يحقق للحاج السلامة في العقل والبدن وأداءه للفريضة بهدوء وسكينة ووفقاً للسنة النبوية انطلاقاً من قوله عليه الصلاة والسلام: خذوا عني مناسككم.. وهو مطلب الحجاج عند أدائهم للفريضة يبحثون عن السنة النبوية وهي القاعدة الأساسية التي تركز عليها الوزارة وتنبثق عنها جميع برامجها خصوصاً وبطبيعة الحال الحاج إذا سأل عن الصواب سيكون الجواب متوافقاً مع السنة النبوية ومترابطاً مع حديث افعل ولا حرج وهو منهج ونهج علماء المملكة وهم حريصون على عدم تشتيت ذهن الحاج لكي لا يقع في إشكال يسبب له عدم التوازن الفكري، ولذلك دعاة التوعية في الحج يركزون على سلامة المعلومة وعدم التصادم مع فتاوى علماء مختلف دول العالم الذين يرشدون الحاج في بلده والمتابع للدور الكبير الذي يقوم به دعاة التوعية في الحج يلمس الفارق الكبير بين الأمس واليوم وغداً سيكون هو الأفضل - بإذن الله تعالى -، وهناك بذل واضح وعطاء لا ينقطع وصدق يتوالى وإخلاص ورغبة مؤكدة وحرص على التطوير والتغيير إلى الأفضل والأحسن والأجمل والأيسر بما يحقق للحاج الأمن والسلامة. معايير وضوابط ما المعايير التي تسيرون عليها في اختيار دعاة الحج.. وكم عدد المشاركين؟ - تخضع مهمة اختيار الدعاة لمجموعة معقدة من الضوابط التي تركز على التأهيل الشرعي والخبرة والحكمة والعلم والمعرفة بأحوال الحجاج وبلا شك فإن اختيار دعاة التوعية في الحج لهذا العام 1433 تجاوز 900 داعية وهم من أبرز دعاة المملكة ومن أساتذة الجامعات المتميزين بالخبرة والحكمة والعلم والمعرفة والخلق والأدب والرحمة بما يعزز ويبرز دور ومكانة وقدرة أبناء الوطن وعلمائنا وطلبة العلم المسددين ويتم اختيار الدعاة عبر مراحل للترشيح ولجان للمقابلات واللقاءات والاختبارات وتخضع هذه المراحل لمواصفات ومعايير ومقاييس محددة يشرف عليها لجان عدة جهات حكومية يشارك فيها مع الوزارة وزارة الحج ورئاسة شؤون الحرمين الشريفين وجامعة الإمام محمد بن سعود والجامعة الإسلامية وجامعة أم القرى والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أبرز مواصفات الدعاة العلم والمعرفة والخبرة والمشاركات السابقة في العمل الميداني، ومع ذلك كل هذه العمليات خاضعة للمتابعة الشرعية والإدارية لضمان حسن التنفيذ ومن خلال الرصد والمتابعة نشكر الله تعالى الذي وفق دعاتنا لتبني مفهوم أحكام التيسير في الحج. دورات تأهيلية حسناً.. هل يتم تأهيل الدعاة عبر الدورات المتخصصة؟ - دعاة التوعية في الحج غالبيتهم من أساتذة الجامعات المتخصصين في التربية والتعليم وهم في الأصل مدربون ومفكرون ومن أصحاب الفكر المتجدد الذي تربى على منهج الوسطية والاعتدال بعيداً عن الغلو والتطرف بأشكاله وألوانه وأنواعه والنهضة السعودية الكبيرة والتطور والتقدم العصري وصلت آثاره لجميع المجالات التنموية والتربوية والعلمية والإعلامية وفي عالم الاتصال والعلاقات الإنسانية والمعارف وتمكنت الوزارة من مواكبة هذه النقلة الحضارية السريعة التي طالت خدمات الحج الحجاج. ومن يهتم ويتابع برامج توعية الحجاج بشكلها الذي يتجدد باستمرار سوف يلمس التغيير وبخاصة في البرامج المرئية والمسموعة والمقروءة والمباشرة والطرح والرد على الأسئلة ووسائل التواصل والاتصال وسوف يلاحظ الفرق بين ما نقدمه اليوم من خدمات كثيرة وكبيرة وبين ما كان يقدم خلال السنوات الماضية وهو ما يسري على جميع قطاعات الدولة التي نراها تسابق الزمن لتظهر في حلة جديدة وإضافات بعد إضافات في تنافس محبوب وتطوير مطلوب وهو جهد ملموس وبلا شك هو مبني على تخطيط واضح المعالم انطلق منذ عدة سنوات وما زلنا نطور ونتطور مستفيدين من الوسائل العصرية لإيصال المعلومات وتبسيط التعليمات ونشرها بعدة لغات تجاوزت 32 لغة عالمية وأصبحنا اليوم نمتلك وسائل كثيرة لإيصال المعلومات منها التلفزيون والبرامج الحاسوبية والإذاعة والكتاب والشريط والقرص المدمج والمطويات والنشرات واللوحات الورقية والإلكترونية والدعائية ورسائل الجوال والإنترنت والهاتف المجاني والتوعية الآلية والدروس والمحاضرات وخطب الجمعة وبلغ مجموع ما سيتم توزيعه في حج هذا العام 20 مليون مصحف وكتاب وشريط وفيلم إرشادي. أبعاد إذا ثبت عدم صلاحية الداعية للعمل هل يتم استبعاده في السنة التالية؟ - الوزارة تتبع منهج الوقاية خير من العلاج، وبلا شك فإن الداعية المكلف بالمشاركة في توعية الحجاج تقع عليه مسئولية كبيرة أمام الله تعالى أولاً وهو الذي عينه لا تنام ورحمته وسعت كل شيء وهؤلاء الحجاج ضيوفه سبحانه وتعالى والكل في هذا البلد المبارك في خدمتهم والعمل على راحتهم وأمنهم وسلامتهم ومن هذا المنطلق نحن نؤكد بأن مهمة خدمة وتوعية الحجاج أمانة ودعاة التوعية يعرفون حجمها وقيمتها وأهميتها ولا مجال للتشكيك أو التقاعس أو الإهمال أو التراخي في أي جزئية من الجزئيات ومعالي الوزير حدد المهام وفق خطة شاملة لكل داعية ومترجم وموظف جزء من هذه الخطة المترابطة وحتماً هم محل الثقة ومجربون ولهم منا الدعاء الصادق، وبالمناسبة فإن الداعية عليه مشرف ولكل مجموعة لجنة لها رئيس يدوِّن التقارير اليومية ومن يثبت عدم جديته هناك عدة إجراءات تصدر بحقه، ومع ذلك نادرة ولله الحمد إضافة إلى أن معالي الوزير وجَّه بتدوير الدعاة للعمل بين مجموعة مراكز في كل عام وتتم عملية التغيير المصاحب للتدريب. رقابة وماذا عن لجان لرقابة على الدعاة المشاركين في الحج؟ - الرقابة على الرقيب موجودة وهي منهج الوزير بمعنى أنه لا بد من المتابعة ثم المتابعة بما يحقق خلو العمل من الأخطاء بقدر الإمكان ودعاة التوعية بما لهم مكانة وقدرة علمية يمثلون دعاة المملكة المسددين الذين يصححون العقيدة والشريعة للسائلين من الحجاج الباحثين عن المعلومة الصواب وليس العكس ومن الخطأ الاعتقاد بغير ذلك فهم كغيرهم يؤدون ما يُطلب منهم بصدق وإخلاص مواصلين الليل بالنهار لخدمة ضيوف الرحمن جنباً إلى جنب مع إخوانهم وزملائهم من قطاعات الدولة من رجال الأمن والصحة والسلامة والإعلاميين والمنظمين والمهندسين والفنيين ومن يعمل في خدمة الحجاج في المواصلات والاتصالات والإسكان والتغذية ومؤسسات الطوافة والتخطيط وغيرهم والجميع ومنهم دعاة التوعية في الحج الذين هم مكلفون من ولي الأمر للقيام بهذا الواجب العظيم وينتظرون منا كلمة شكر وتقدير على جهودهم الواضحة.