تصدرت موضوعات استخدام التقنية والآثار الاجتماعية والإعلامية في تنمية السلوك الحضاري ختام أعمال «ندوة الحج الكبرى» أمس بمكة المكرمة. ورأسَ الجلسة الأولى معالي عضو مجلس الشورى الدكتور عبد الرحمن السويلم، حيث قدمت أستاذة علم المكتبات والمعلومات بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض الدكتورة نجاح القبلان خلال الجلسة ورقة عمل بعنوان «استخدام التقنيات في توعية الحجيج بمقاصد الحج وتنمية السلوك الحضاري أثناء الحج». وبيَّنت اتجاهات الشبكات الاجتماعية وأهمية التركيز للمعنيين بالدين الإسلامي على استخدامها بفاعلية عالية وشكل مستمر وأهمية توجيه استخدام الشبكات الاجتماعية للدين الإسلامي كون الدين حياة يرتبط بالعبادات والشعائر والتعرف على اتجاهات الناس ومدى التأثير بهم لنشر الوعي الديني مثل خطبة الجمعة، وتفعيل الحوار، والنقاش الإلكتروني، وتعزيز تدفق المعلومات الصحيحة عن الدين الإسلامي. فيما أثرت أخصائية نظم وتقنيات المركز الوطني للمعلومات العلمية والتقنية بدولة الكويت فاطمة عبد الحميد من خلال ورقتها استخدام شبكات التواصل الاجتماعي web2 في توجيه وإرشاد حجاج بيت الله الحرام بالبيانات الصادرة من تقارير وسائل الإعلام الاجتماعية العربية التي بيّنت أن العدد الإجمالي لمستخدمي فيسبوك في العالم العربي وصل إلى 45,194,452 خلال شهر يونيو لعام 2012م, في حين وصل ل29,845,871 مقارنة بنفس الشهر من عام 2011م بزيادة بلغت 50%, مشيرة إلى أن العدد تضاعف ثلاث مرات تقريباً في السنوات الثلاث الأخيرة إذ زاد العدد من 16 مليوناً إلى 45 مليون مستخدم. وطالبت بتفعيل تقنيات وسائل الإعلام الاجتماعية في الحج والاستفادة منها من خلال الاتصال والتواصل بين مسؤولي الحملة وأفرادها وتحديث الإخطار بآخر المستجدات التي قد تطرأ على الحملة وطرق التوعية والإرشادات, لافتة الانتباه إلى إمكانية ربط بيانات الحجاج بالجهاز الأمني في المملكة لتحديد مواقعهم ومساعدة التائهين منهم, إلى جانب إمكانية استخدام twitter للتواصل والاتصال بالحجاج التائهين عبر الرسائل القصيرة أو عن طريق تويتر أو الفيس بوك والإخطار بآخر المستجدات التي قد تحدث خلال سير الحملة وذلك لأخذ الحذر والحيطة. فيما رأسَ الجلسة الثانية من فعاليات ندوة الحج الكبرى نائب رئيس تحرير جريدة عكاظ محمد المختار الفال الذي أثنى على دور وزارة الحج في إبراز دور العلماء المسلمين في شتى بقاع الأرض ودورهم في تثقيف الحاج وتنمية الوازع الديني والسلوك الحضاري لديه. وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور عبد الله بن بيه, خلال الجلسة: إن الإسلام سلوك حضاري وكل إنسان يرمي إلى الرشاد والسداد هو سلوك حضاري ونحن في الحج لباسنا واحد وتلبيتنا واحدة وشعارنا واحد وثيابنا البيضاء تزيل العراقيل والفوارق من بيننا فهذا الاسم حاج يُطلق على كل الحجيج بغض النظر عن الفروقات في المال والجاه وغيره، والحج يعلمنا التواضع لأن الكبر يحسنه كثير من الناس ولكن التواضع يحسنه العظماء من الرجال والحج يردنا إلى أصلنا فكلنا من تراب وكذلك الأخوة الصادقة فعبادتنا واحدة وصلاتنا واحدة ولباسنا واحد. وأشار أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة مالايا بماليزيا الدكتور أحمد نجيب إلى أن للحج فضائل كثيرة وهو أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله وأنه مكفر للذنوب ومطهر للقلوب, وقال: من أبرز آثار الحج تقوية صلة العبد بربه، وفي صعيد عرفات تتجلى أسمى آيات التواضع حيث يقف الناس جميعهم موقف واحد لا فرق بينهم وفي الحج توثيق لمبدأ التعارف والتعاون. وتطرق مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الدكتور زهير محمود في محاضرته عن آثار وسائل الإعلام في رفع المستوى الحضاري للحجاج, مؤكداً ضرورة التعليم والتثقيف في شتى مواقف الحج كون الجهل بمناسك الحج يؤدي إلى إبطالها. وأبان المحاضر الدكتور زهير محمود أن تنوع الثقافات واللغات يجعل من استعمال اللغات المختلفة من وسائل الإعلام أمراً ضرورياً, مبيناً أن التنوع الهائل لوسائل الإعلام من صحف ومجلات وإنترنت وتسجيلات وندوات سهلت إلى حد كبير من إمكانية أداء الحاج لمناسكه. عقب ذلك اختتم أستاذ التعليم العالي بتونس الدكتور علي شقير الجلسة الثانية باستعراضه لمقاصد الحج الاقتصادية.