لقد قامت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في الآونة الأخير بخطوة تحسب لصالحها وهي ربط البطاقات المسبوقة الدفع برقم الهوية. وفي هذا قد يتفق العموم على أنها خطوة مباركة في الحد من السوق السوداء التي كانت هي السائدة في هذا المجال والتي قد ينطوي في ثناياها ما يعرف بغسيل الأموال الأمر الذي يعاقب عليه دوليا ويؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي والدولي. من جهة أخرى كان لهذا القرار الفضل بعد الله عز وجل في الحد من المكالمات والرسائل المجهولة والتي يصعب معرفة أصحابها وملاحقتهم قانونيا في حال مخالفتهم. فالبعض اتخذها وسيلة سهلة للابتزاز والتهديد والبعض وجدها وسيلة للنصب على الناس لجذبهم إلى المسابقات الوهمية وإرسال رسائل يدعي بأنها مفيدة للمجتمع مقابل عوائد مادية عالية. والكثير من الأساليب التي تصب في إناء واحد وهو الغش والاحتيال والذي قد شرب منه الكثير من الناس. ومع كل ما تقوم به هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من جهود في الوقوف أمام تلك المخاطر والإزعاجات إلا أننا مازلنا نواجه أساليب النصب والاحتيال وكذلك الإزعاج على أقل تقدير. فالأغلبية إن لم يكن الجميع قد تعرض لإزعاج الاتصالات الخارجية إما عن طريق الاتصال أو الرسائل النصية التي توهم المشترك بالفوز بأغلى الجوائز أو أن المرسل يمتلك موهبة سحرية في علاج جميع الأمراض والعلل وفي مقدمتها سلعتهم المفضلة «السحر» أعاذنا الله وإياكم منها ومن أهلها. فبالأمس القريب تلقيت رسالة خارجية بهذا النص «صاحب جوال ربحت سيارة اتصل ب.......... مكالمة مجانية» فالقارئ يلاحظ ركاكة الأسلوب مما يشير إلى أن المرسل لا يتحدث العربية إنما استعان بمترجم محرك البحث جوجل من أجل ترجمة هذه العبارة. وفي الحقيقة أنا لم أستنكر الرسالة بهذا الأسلوب ولكن العجيب في الأمر أن مرسل الرسالة هو رقم هاتفي الجوال وهذا ما جعل كثيراً من علامات الاستفهام تدور فوق رأسي. فكان أول سؤال تبادر إلى ذهني هو إلى أي مدى باستطاعة شركات الاتصالات في المملكة التصدي لمثل هذه الأساليب؟!! وهل شبكاتنا المحلية ضعيفة بهذا القدر ليستطيع اختراقها أي شخص في غياهب أدغال أفريقيا؟!! أم أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لا تولي اهتماماً لمثل هذه الأمور المزعجة بقدر ما تهتم بها على النطاق المحلي؟!! أسئلة كثيرة أتمنى أن تكون محط انتباه هيئة الاتصالات وأن لا تقتصر جهودها على الشكاوي الفردية والمحلية. فهناك الكثير من المتضررين من مثل هذه الأساليب والتي هي بمثابة الفيروسات التي تهدد المجتمع.