في نظرهم أنت (مُتهم) حتى تُثبت العكس، لو قدّر لك أن (تستأجر سيارة) فإنك حتماً ستتعرّف على نظام (فيش وتشبيه) بمجرد دخولك مكتب (تأجير سيارات) في المدينة أو المطار، لن يُرد عليك السلام، حتى يُلقي الموظف (نظرة كونانية) استباقية تتفحص ملابسك وهيئتك ليقرّر لاحقاً؟! إما أن يقول تفضّل بالجلوس أهلاً وسهلاً: الباشا من فين؟ أو أن يقول لك وهو (متجهم) وعيناه ستخرجان من (البؤبؤ) وكأنك تقف أمام (نقطة تفتيش): بتشتغل فين؟ معاك بطاقة عمل؟ فين الرخصة؟ ساكن فين؟! معاك بطاقة (ائتمانية) أو خمسة آلاف (تأمين)؟ نمرة تليفون بيتكم كام؟ طاب عوزها كم يوم؟! حتى يخيل إليك أنها (عروسة) وليست سيارة مستأجرة؟! لن ألومك أن تذكّرت وجه وملامح (أستاذ الكيمياء) في المرحلة الثانوية وهو يصرخ من بداية الفصل إلى نهايته: كم جراماً من (كلوريد الهيدروجين) HCL يجب إذابتها في (400 جرام) من الماء الخالص لنحصل على (محلول مركّز)؟! ولا أحد يفهم حتى اليوم ما هي فائدة (كلوريد الهيدروجين) والمحلول المركز في الحياة اليومية؟! عموماً قد تنجح في مرحلة الاستئجار؟! مثلما نجحت في (الكيمياء) ولكن ماذا عن مرحلة (الاستقعاد)؟ عندما يسألك الموظف: يا باشا (العربية) أتخبطت منك؟! لا لا.. أبداً سيارتكم يا أخي زي (الفُل) مثل ما تشوف (صاغ سليم)؟! بالضبط مثل ما أخذتها قبل يومين؟! وأصلاً طول الوقت واقفة عند الفندق، والله يعطيك العافية طيارتي بعد (ساعة) استعجل! الله.. أزاي؟! أمال (المشوخ) دي حضرتك جات من فين؟ عاوز أفهم؟! بُص سعادتك مش مكتوبة في (الأنتروي بتاع الخروج)؟! أنا مقدر موقفك ومتعاطف جداً مع حكاية الطيارة.. عشان كدا ممكن أحجز 500 ريال نصلح العربية ونرجع ليك الباقي، ما تخفش! إلى متى سيظل حال من (يستأجر سيارة) ويريد إعادتها (معلقاً) بمزاجية و(فهلوة) بعض العاملين في قطاع تأجير السيارات من حيث (الترصّد والتجني) بوجود آثار على السيارة لم تسجّل في العقد رغم أنها موجودة قبل الاستلام؟! أو أنها نتيجة طبيعية لاستئجار المركبة طوال مدة العقد؟! فهل يعقل أن السيارة لن يتم استهلاكها ولن تتأثر؟! إن أكثر من يعاني من هذه الظاهرة هم (الضيوف) الذين يتوافدون على بلادنا ويتعرضون لمثل هذه (المواقف البايخة) والاستغلال المقيت! وسلم لي على رقابة (الكلوريد) يا باشا؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]