أوضحت ممثل «كريستيز» في السعودية حياة شبكشي أن هناك حركة تشكيلية في السعودية، «مقرونة بتطورات متلاحقة في هذا المجال، وعلى أكثر من صعيد. إذ تورد وسائل الإعلام أخبار تدشين صالات فنية بين حين وآخر، وهناك أفكار متداولة عن افتتاح متاحف فنية. وفي رأينا، أسهم معرض «حافة الجزيرة العربية» الذي تنقل بين عدد من مُدن العالم في التعريف عالمياً بالحركة الفنية والإبداعية بالمملكة. ومن بين الأنشطة اللافتة المرتقبة أيضاً استضافة «مركز دبي المالي العالمي» لمعرض مهم تحت عنوانTerminal بمشاركة أعمال لفنانين سعوديين أعضاء بالمشروع الإبداعي الطليعي «حافة الجزيرة العربية» وذلك إيذاناً بانطلاق معرض «آرت دبي 2011»، أهم تظاهرة فنية وإبداعية بالمنطقة». وحول تذمر بعض الفنانين من قلة الداعمين الذين يمكنهم إيصال أعمالهم إلى أكبر جمهور ممكن، أشارت إلى وجود «أعداد متزايدة من الصالات الفنية العالمية المرموقة تنظم معارض، فردية أو جماعية، بمشاركة أعمال لفنانين سعوديين معاصرين. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ينظم الفنان التشكيلي أيمن يسري حالياً معرضاً شخصياً فردياً بالعاصمة البريطانية. لذا، أظن أن الأمور تسير نحو الأفضل، يوماً بعد آخر، وأن الحركة الفنية السعودية مقبلة على مرحلة ثرية يترسَّخ خلالها حضورها إقليمياً وعالمياً». وقالت شبكشي: «إنه لو نظرنا في عجالة إلى تاريخ الفن لرأينا أن فنانين كثيرين، لم يلقوا التقدير الذي يستحقونه في حياتهم، ولكنهم أضحوا بعدئذٍ أكثر الفنانين شهرة وتأثيراً في الحركة الفنية العالمية خلال القرن العشرين، ومن هؤلاء الرسام الهولندي فان كوخ الذي تُباع لوحاته اليوم بأسعار خيالية. لذا، أظن أن على كلّ فنان أن يواصل مسيرته وإبداعاته مهما بلغت التحديات والمصاعب المحيطة به، واثقاً كل الثقة من أنّ أعماله ستجد من يتذوقها ويقدرها، وأن الشهرة قد تكون قاب قوسين أو أدنى». وفي ما يخص دار المزادات العالمية «كريستيز» وما يمكن أن تضطلع به من دور لدعم الفنانين السعوديين، أوضحت أن دار «كريستيز» كانت السبّاقة بين دُور المزادات العلنية العالمية في تأسيس مكتب دائم لها بمنطقة الشرق الأوسط، «وقد أسهم زخم وجودنا بالمنطقة في إثراء الحركة الفنية والإبداعية الإقليمية خلال الأعوام الخمسة الماضية، وهذا ما يؤكده مراقبون مستقلون. كما واظبت «كريستيز» طوال الأعوام الماضية على تنظيم مزادات منتظَمة بدبي أسهمت في الأخذ بيد العديد من الفنانين من بلدان المنطقة نحو العالمية من أوسع أبوابها، ويسرّنا أن أعمال فنانين شرق أوسطيين شهدت تنافساً واسعاً من كبار المُقتنين حول العالم وبيعت بالفعل بأرقام قياسية. وأودّ أن أشير هنا إلى أن 45 بالمئة من الأعمال المُباعة في مزاداتنا العلنية بدبي يستحوذ عليها مُقتنون عالميون، وأن مقتنين ومهتمين يمثلون أكثر من 25 دولة يشاركون في مزاداتنا بالمنطقة». كما كانت دار «كريستيز» السبّاقة عندما عرضت في «مزاد الأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة» الذي أقيم بدبي في أبريل(نيسان) 2009 أعمال فنانين سعوديين معاصرين، وحظيت تلك الأعمال باهتمام المزايدين والمُقتنين، بل وبيعت كاملة وسط متابعة من المهتمين بالحركة الفنية والإبداعية الشرق أوسطية من حول العالم. وسنقدِّم في مزادنا المقرّر في 19 نيسان بدبي أعمال فنانين سعوديين، إضافة إلى ستة أعمال لفنانين سعوديين شاركوا في معرض «حافة الجزيرة العربية»، إذ سيتم التبرّع برَيْع تلك الأعمال لدعم البرنامج التعليمي المنبثق عن مشروع «حافة الجزيرة العربية» وتنظيم ورش عمل فنية بمدارس السعودية وجامعاتها في إطار المشروع المذكور الذي سيُتوَّج بانعقاد ندوة دولية بمدينة جدّة». وحول طبيعة دورها كممثل لدار «كريستيز» في السعودية، في ما يتعلق بتفعيل الحركة الفنية والإبداعية المعاصرة، أوضحت شبشكي في حديث ل «الحياة» أنها تهتم في المقام الأول بالتعريف بمزادات «كريستيز» وأهميتها والتأكيد على إمكان المشاركة بأيٍّ منها حول العالم. «وهنا أودّ أن أشير إلى أن «كريستيز» تعقد أكثر من أربعمائة مزاد سنوياً في عشر عواصم ومُدن حول العالم، مثل نيويورك ولندن وباريس وهونغ كونغ ودبي، وتشمل معروضات مزاداتها المجوهرات والساعات الفذة والنادرة، والأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، والأعمال الفنية الانطباعية، وروائع رواد الحركة الفنية العالمية، والأعمال الفنية الإسلامية، والمفروشات التي تمثل حقباً تاريخية مختلفة، وغيرها الكثير. وباختصار، تتمثل مهمتي في إتاحة عالم «كريستيز» أمام المهتمين في المملكة العربية السعودية، والأخذ بيد الفنانين السعوديين المعاصرين نحو العالمية عبر مزاداتنا والقاعدة العريضة من كبار المُقتنين العالميين والإقليميين المواظبين على المشاركة في مزاداتنا أينما انعقدت»، مشيرة إلى أن دار «كريستيز» اسم عريق ومرموق في صناعة تنظيم مزادات الأعمال الفنية، «ويقصدُ مزاداتنا المنعقدة، على مدار العام، في عدد من أهمّ عواصم ومُدن العالم كبارُ المُقتنين والمهتمين. ومن خلال الكتيّب المصوَّر الذي نعدُّه قبل انعقاد كلّ مزاد ليُرسل إلى أهم المُقتنين الذين يواظبون على حضور مزاداتنا، ومن خلال الجولات التعريفية والمعارض العامة التي تسبق مزاداتنا للتعريف بمعروضاتها، فإننا نعرِّف كبار المُقتنين والأوساط الفنية والإبداعية العالمية بالفنانين الذين تشارك أعمالهم في مزاداتنا». وأخيراً سألناها عن المزاد الخيري الذي نظمته «كريستيز» وجمع 2.3 مليون ريال سعودي لمصلحة «الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام» بمكة المكرمة، وأيضاً إسهامها في تنظيم معرض للفن الإسلامي بمقرّ السفارة السعودية في العاصمة البريطانية، فأجابت أن مثل هذه الفعاليات «من ثوابت استراتيجيتنا بالمنطقة. ومن الأنشطة الوشيكة، على هذا الصعيد، «مزاد الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة» المقرَّر بدبي في 19 نيسان المقبل، إذ سيسهم رَيْع بيع ستة أعمال سعودية من مجموعة «حافة الجزيرة العربية» التي حطّت الرِّحال في عواصم عالمية عدّة في تمويل ندوة إبداعية دولية تستضيفها جدّة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل بمشاركة حشد من المهتمين بالحركة الفنية السعودية المعاصرة والمتابعين لها حول العالم».