احتفلت بلادنا الغالية بمرور اثنين وثمانين عاما على توحيدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله رحمهم الله جميعا، فقامت وسائل الإعلام المختلفة. بإحياء هذه المناسبة العزيزة عن طريق عرض للمنجزات التي تحققت في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والرياضية والتجارية وغيرها، وعاشت البلاد من أقصاها إلى أقصاها أفراحا عامرة وتبادل الجميع التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة والكل يدعوا الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار وأن يبارك في ولاة أمرنا ويرزقهم البطانة الصالحة. غير أن شيئا حدث عكَر صفو هذه المناسبة الغالية وهي قيام مجموعات من الشباب الغوغائي بالاعتداء على بعض الممتلكات الخاصة والعبث بها وتكسيرها وسرقتها وقفل الطرقات والرقص في الشوارع وتعطيل المصالح العامة والخاصة في مشهد يندى له الجبين أمام مرأى من القاصي والداني، كيف أن شبابنا يعبر عن فرحه بما يرسم صورة سيئة وقاتمة ومحيَرة !!! هل هؤلاء هم شباب السعودية أم هم آتون من كوكب آخر لا يعرفون شيئا عن ثقافة الاحتفالات والمناسبات التي نراها في كثير من دول العالم حينما يحتفلون بأعيادهم ومناسباتهم المختلفة في هدوء ونظام وحب وألفه يستمتعون ويفرحون دونما إزعاج أو إخلال بالأمن. إن ما شاهدناه يضعنا جميعا أمام مسئولية التفكير في إيجاد حلول تحقق أهداف الاحتفال باليوم الوطني. وإنني أضع بعض المقترحات أمام الجهات المختصة لدراستها وإخراجها على أرض الواقع لعلها تسهم في خروج يومنا الوطني القادم بأمن وسلام وهي: 1- تعميم ثقافة الاحتفال بالمناسبات المختلفة بين الطلبة والطالبات وإعداد برامج دراسية أو تعليمية توضح كيف يتم الاحتفال بهكذا مناسبات. 2- تأصيل أهمية الحفاظ على الأمن في مثل هذه المناسبات. 3- تحديد منجز وطني اقتصادي أو رياضي أو ثقافي يركز علية ويحتفل به كل عام. 4- وضع شعار لكل يوم وطني بحيث يظهر ملامح الحب والألفة بين المواطنين. 5- إعداد مسابقة محلية عن طريق مختصين للطلبة والطالبات تدور أسئلتها حول منجزات الوطن ويرصد لها جوائز قيمة. 6- فتح جميع الملاعب الرياضية في مختلف المناطق تقام عليها احتفالات مناسبة للشباب. 7- عمل عرض ثقافي تراثي وسط إحدى المدن الرئيسة أو في صالات مغلقة خاصة. إننا بهكذا برامج وأنشطة وفعاليات نستطيع بعون الله تعالى أن نبعد عن الغوغائيين التفكير في إزعاج السلطات أو الاعتداء على الممتلكات واحترام الأنظمة والتعليمات بما يكفل أن يعبر الجميع عن مشاعر الفرح والسعادة بهذا اليوم بحرية منضبطة.