لم يكن أشد المتشائمين يتصور أن بعض الجيل الجديد سيلجأ إلى كتابة اللغة العربية بأحرف إنجليزية ولك أن تتعلم هذه اللغة حتى تتمكن من مسايرة أبنائك!! وإلا فإنك ستفقد فرصة التواصل معهم! قلت يوم الأربعاء إن الشعوب والمجتمعات تقاوم كل ماهو خطر على مصدر عزتها واللغة ثاني مصادر العزة بعد الدين فما الذي يحدث إذن؟ هل يريد المجتمع أن يفقد مصدر عزته؟ بالتأكيد لا!! لكن هذا التراخي في الحسم وعدم القدرة على سن تشريعات وقوانين لمعاقبة المخالفين يجعل ثمة خطر يتهدد اللغة!؟ هذه الأسماء الأجنبية التي تملأ أسواقنا ونواصي شوارعنا وهي ليست مسميات تجارية عالمية لكنها محال تجارية محلية ومع ذلك تتسمى بأسماء أجنبية لاعلاقة لها بالمجتمع المحلي. من المناسب جداً وبدلا من طمس الهوية وتهميش اللغة أن نعيد لها وهجها فاللغة العربية من أجمل لغات العالم ولها ارتباط مقدس بالقرآن الكريم وهذا يمنحها مسحة من القداسة تجعل المساس بها أمر فيه كراهة ونفور. لكن السؤال كيف نعيد لها وهجها السابق وكيف نمنع العبث اللامسئول عنها جعل إجادة اللغة العربية الفصحى شرطا للدراسات العليا لأنها لغة البحث كما يفترض أن تكون إجادتها شرطا للتوظيف حتى نضمن المحافظة عليها والاهتمام بها. تشجيع التأليف في كتب اللغة حتى يتواصل معها الجميع وتطور كافة قدرات الجيل الجديد وتعيد ارتباطه باللغة الأم التدريب على اللغة وبرامجها ومهاراتها أمر مهم للغاية سواء كانت مهارات الاستقبال اللغوي أو مهارات الإنتاج اللغوي خاصة لطلبة الجامعات وفي ذلك كتاب جيد للدكتور نوح الشهري اسمه (مهارات في التدريب) أصدره مركز النشر العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز يشتمل على إستراتيجيات مهمة في تثبيت اللغة وقواعدها وتطبيقاتها في أذهان المتدربين. اللغة إحدى أسلحة المجتمعات المهمة التي تحارب بها العولمة وتقاوم من خلالها عمليات التذويب الثقافي. [email protected] Twitter @OFatemah