نفذ الجيش التركي أمس الأحد ضربة انتقامية بعدما سقطت قذيفة أُطلقت من سوريا على قرية اكجاكالي التركية، التي قُتل فيها الأربعاء خمسة مدنيين في قصف سوري؛ ما حمل الجيش التركي إثر ذلك على الرد على مصادر النيران. وقالت شبكة (إن تي في) إن القذيفة سقطت أمس في حديقة مبنى عام، ولم تسفر عن إصابات. وعلى الحدود السورية - التركية سيطر الثوار السوريون على موقع عسكري سوري قُرب إقليم هاتاي الحدودي التركي، وكان علم الجيش الحر يرفرف فوق المبنى أمس الأحد في الوقت الذي يُسمع فيه دوي اشتباكات في قرية سورية قريبة. وقال قرويون إن مقاتلي المعارضة سيطروا على المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق، والواقع على بُعد نحو كيلومتر من الحدود على تلة مطلة على قرية جويتشي التركية السبت، ورفعوا علم الجيش السوري الحر. وكانت قوات المعارضة قد انتزعت السيطرة على قرية خربة الجوز والأراضي المحيطة بها في وقت متأخر من مساء السبت بعد معركة دامت 12 ساعة. من جهة أخرى اندلعت اشتباكات صباح أمس في عدد من أحياء حلب شمال سوريا بينما تتعرض أجزاء من المدينة للقصف، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي الوقت نفسه تستمر أعمال العنف في مناطق سورية عدة بعد يوم دام سقط فيه 170 شخصاً، بحسب المرصد الذي قال إنه عثر في ريف دمشق على جثث في أعقاب عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية في الأيام الماضية. وقال المرصد في بيان صباح أمس إن «اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في أحياء الصاخور ومساكن هنانو والميدان، رافقها قصف على حيي الصاخور والكلاسة». وفي ريف دمشق، حيث شددت القوات النظامية حملتها في الأيام الماضية على أماكن عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها، أفاد المرصد بالعثور على «جثامين عشرة رجال، أحدهم مقاتل، قضوا برصاص القوات النظامية، بحسب نشطاء من بلدة الهامة التي شهدت عملية عسكرية واسعة خلال الأيام الفائتة، انتهت بسيطرة القوات النظامية عليها». وقال ناشطون إن الكاتب والباحث السوري محمد نمر المدني، المعتقل لدى السلطات السورية، توفي تحت وطأة التعذيب، وقد سُلّم جثمانه صباح أمس لذويه في منطقة دمر البلد قرب العاصمة دمشق. إلى ذلك, قدم الاتحاد الأوروبي مبلغا قدره 4,6 مليون يورو لبرامج اليونيسيف التعليمية الطارئة في الأردن، التي سيستفيد منها ملايين الأطفال السوريين اللاجئين, حسبما أفادت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان أمس. وبذلك يرتفع إجمالي مساهمة الاتحاد الأوروبي في البرامج التعليمية لهذه السنة إلى 10 ملايين يورو. وعلى الصعيد السياسي, أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مقابلة تلفزيونية مساء السبت أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع «رجل عقلاني»، ويمكن أن يحل محل بشار الأسد على رأس حكومة انتقالية في سوريا لوقف الحرب الأهلية في البلاد. وقال داود أوغلو لشبكة التلفزيون العامة تي آر تي إن «فاروق الشرع رجل عقل وضمير، ولم يشارك في المجازر في سوريا. لا أحد سواه يعرف بشكل أفضل النظام في سوريا». وأكد الوزير التركي أن المعارضة السورية «تميل إلى قبول الشرع» لقيادة الإدارة السورية في المستقبل. وفاروق الشرع الذي يُعد أبرز شخصية سنية في السلطة في سوريا شغل منصب وزير الخارجية لأكثر من 15 عاماً قبل أن يصبح نائباً للرئيس السوري في 2006. وقال داود أوغلو إنه مقتنع بأن نائب الرئيس السوري ما زال موجوداً في سوريا. من جهتها, دعت قطر المعارضة السورية أمس الأحد إلى الإبقاء على حياة 48 إيرانياً احتجزتهم قبل شهرين قرب دمشق، وهددت بقتلهم. وجاءت مناشدة رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني استجابة لطلب من إيران بالسعي لإطلاق سراح الإيرانيين المحتجزين. ويوم الخميس أعلن لواء البراء التابع للجيش الحر أنه سيشرع في قتل الإيرانيين ما لم يطلق الأسد سراح معتقلي المعارضة السورية، ويتوقف القصف على المدنيين العزل والقتل العشوائي للأبرياء.