تنفق الدول الصناعية العظمي مبالغ تصل إلى حوالي 7 % من دخلها القومي في دعم عجلة البحث العلمي التي هي أساس تقدم الحضارة الحديثة في جميع المجالات، وتنفق حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية ما يقارب من 75 مليار دولار لدعم وتطوير الأبحاث العلمية في جميع المجالات، منها أكثر من خمسمائة مليون دولار سنويا على أبحاث مرض الزهايمر بهدف تطوير منتجاتها سعياً منها إلى التفوق الصناعي، وفي المقابل تنفق اليابان ما يقارب ثلاثين مليار دولار كل عام لدعم الأبحاث العلمية وتطوير منتجاتها في جميع القطاعات، ويُعدُّ ما ينفق في دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة في مجال البحث العلمي لا يتجاوز 5 % مما تنفقه دولة السويد. وتحتاج مسيرة الأبحاث العلمية في دول مجلس التعاون لدول الخليج إلى دعم قوي من الحكومات حتى تتمكن من الوصول إلى بعض الأهداف التي تساعد في خدمة قطاع التنمية. ويبرز في دول الخليج اهتمام بالغ ومهم من قبل بعض الشخصيات الاجتماعية المعروفة في اجتهادها ورغبتها في دفع عجلة الأبحاث العلمية والمعرفية وتبني العلماء وتقديم كل ألوان المساعدة والمساهمة، ومن أبرز هذه الشخصيات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي دعم أكثر من خمسة عشر بحثاً علمياً في جميع حقول المعرفة والعلم، حيث تم تحويل بعض هذه الأبحاث إلى التطبيق الصناعي مثل المبيدات العضوية الحيوية التي حلت بديلاً عن كثير من المبيدات الكيماوية. ولإلقاء الضوء عن هذا الموضوع العام استضفنا كلاً من الدكتور خالد عبدالله رئيس قسم الاقتصاد في جامعة البحرين سابقاً والمدير التنفيذي لبنك انفوست، وكذلك الدكتور رياض العشبان مدير مختبرات هيئة الغذاء والدواء سابقاً والمستشار العلمي لسمو الأمير سلطان بن فهد، والاستشاري والخبير العالمي الفرنسي الطبيب وائل زناتي، وكذلك الدكتور المحامي خالد الحميزي عضو الجمعية القضائية السعودية لتسليط الضوء عن أهمية البحث العلمي ودوره في تطور الأمم والتأصيل الشرعي له، وكذلك عن ما يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز من جهود متواصلة في هذا الجانب العام وتبني سموه لعدد من العلماء. يتحدث في البداية الدكتور خالد عبدالله رئيس قسم الاقتصاد في جامعة البحرين سابقاً والمدير التنفيذي لبنك انوفست في الفوارق الكبيرة بين دول الخليج والدول الصناعية في دعم الأبحاث العلمية فيقول: للأسف الشديد لا يوجد لدينا في الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة أي اهتمام في دعم الأبحاث العلمية، ولا يوجد أي ميزانيات مخصصة في هذا المجال بشكل مباشر أو حتى عن طريق الجامعات إلا شيء ضئيل لا يرقى إلى طموحات الوطن الخليجي، وإذا أخذنا ما تنفقه دول الخليج في مجال البحث العلمي فلا يتجاوز 5% مما تنفقه دولة السويد، وإذا أخذنا الولاياتالمتحدةالأمريكية فإننا نجد أنها تنفق على تطوير علاجات لمرض الزهايمر فقط ما يقارب خمسمائة مليون دولار سنوياً، أما ما تنفقه في مجال البحث العلمي فيصل إلى أكثر من مائة مليار دولار سنوياً، في حين أن اليابان تنفق ما يعادل ثلاثين مليار دولار سنوياً. وهذه الأرقام تؤكد الفجوة الكبيرة في هذا المجال والتي لا شك أنها تنعكس على الاقتصاد بشكل مباشر وعلى الصناعية وبالتالي تؤكد هذه الدول أحقيتها في السيطرة على منظومة الاقتصاد العالمي خصوصاً في ميزانيها التجاري. ولا أريد أن أذكر ما تنفقه بعض الشركات العالمية في مجال الدواء مثل (HELM - MSS - pfizer) على منتجاتها وكذلك ما تنفق الشركات العملاقة مثل بيونغ وايرباص وجنرال إلكتريك، فنجد أن الأرقام فلكية وقد تعادل أو تتفوق على ميزانيات دول في العالم الثالث. وأود هنا أن أعرج إلى شيء مهم وهو دعم الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الشخصي للعمل البحثي، وأود أن أقول بكل تجرد وصراحة وبعيداً عن المجاملة أن ما يقوم به سموه في هذا المجال هو مفخرة لكل إنسان عربي وخليجي، بل إن سموه تفوق على جميع المراكز البحثية في دول الخليج بما فيها الجامعات وتحولت نتائج دعم بحوثه إلى أن أصبح واقعاً ملموساً، وأنا أعرف هذا الأمر عن قرب، بل أعلم أن سموه يرعى عدداً من العلماء العرب ويقدم الدعم لهم في أبحاثهم وهم في بلاد متفرقة إيماناً من سموه بأهمية هذا الدور، وقد أمر مؤخراً بإنشاء مختبر مجهز بكل الأجهزة الحديثة لهذا الأمر، ونحن نتمنى أن يقتدي كثير من رجال الأعمال بسموه وخصوصاً إذا أردنا إن نتحول إلى دول منتجة صناعياً كما حصل مع كوريا الجنوبية وماليزيا، فالأبحاث العلمية ركيزة أساسية في دفع هذا التحول خصوصاً وأننا مللنا أن نبقى دولاً مستهلكة فقط. وقد سعدنا بهذا التحقيق بلقاء الدكتور الفرنسي وائل زناتي والذي يُعَدُّ استشارياً متخصصاً في مجال أمراض القلب والشرايين، وأيضاً خبيراً وباحثاً علمياً في مجال الطب والأدوية، وقد شارك في تأليف ستة كتب عالمية طبية وتعد مراجع تدرس في الجامعات الأوروبية والأمريكية، وهو من العلماء والباحثين الذين تبنى أبحاثهم الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز، وقد تحدث الدكتور وائل عن شخصية سمو الأمير وقال: لقد قابلت هذا الأمير الراقي عدة مرات، وأكثر ما لفت انتباهي في شخصية سموه هو حرصه على الوقت والتزامه بالمواعيد، وهذا أمر نادر في المجتمع العربي، وقد لفت نظري ثقافته الواسعة في مجالات الحياة كافة وأهمها العلمية والطبية، وحرصه على تقدم الأبحاث العلمية في مجالات الطب وفي الأمراض المستعصية، كما أن سموه يتميز بأنه محاط بعلماء وباحثين أكفاء التقيت بهم، وهذا يدل على وعي سموه في احتضانه لهذه الكوكبة من رجال العلم والمعرفة في العلوم كافة. * ما هي الأبحاث التي تبناها سمو الأمير وتكفل بدعمها؟ - الأبحاث العلمية التي سيكون لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الأيادي البيضاء في دعمها وكلف أخي الدكتور رياض العشبان في متابعتها وأسند إليه هذه المهمة منذ أكثر من أربعة أشهر هي: أولاً: دراستان بحثيتان تستهدفان الكولسترول المؤكسد في إنقاصه بشكل نوعي دون تثبيط خميرة (HMG-Co Enzyme Areductase) في الكبد وبالتالي تجنب التأثيرات الضارة لمثبطات هذه الخميرة التي قد تكون خطرة أحياناً كالتسمم (الانحلال العضلي وغيره) ناهيك على أن مثبطات الخميرة التي ينتجها الكبد (الستاتين) تؤدي إلى تقويض تركيب الكولسترول منخفض الكثافة (LDL-c) الكلي وبالتالي إنقاص الكولسترول. ثانياً: دراسة علمية تستهدف استعمال محفزات ومرممات خاصة للمتقدرات (Mitochondria) وهي أجسام صغيرة توجد في كل خلية بالإنسان لمعالجة سوء تصنع البطين الأيمن (القلب) أو اعتلاله Right ventricular Dysplasia / cardiomyopathy. ثالثاً: دراسة أخرى حول فتح آفاق جديدة لعلاجات تقوية المناعة عند الأشخاص المصابين بنقص المناعة المكتسب. تتم هذه الدراسات بالتنسيق والمشاركة مع بعض الجهات الطبية في اليابان وسيكون سمو الأمير الرائد الأول في هذه الدراسة وسيتم وضع اسمه على هذه البحوث كافة عندما تنشر عالمياً. * دكتور وائل كونك مستشار طبي وعلمي لشركة كينيكا اليابانية العالمية، هل تعطينا فكرة عن هذه الشركة ومنتجاتها؟ - هي الشركة الوحيدة بالعالم التي تنتج وتسوق اليوبيكينول ابتداءً من التقنية التي تعتمد على التخمير، وتأسست عام 1949م، وفعاليتها ونشاطها (إنتاج اليوبيكينول) - كلافنويد - اسيتيل جيلكوزمين)، ولها بائع طويل في المنتجات الصيدلانية وكل ما يتعلق باستخلاصات البلازما العلاجية، وأيضاً ما يتعلق بغسل الكلى بالداء النشواني. * دكتور وائل يعتبر اليوبيكينول من أحدث العلاجات في العالم لعلاج أكثر من داء، وهو أيضاً يؤخذ كعلاج وقائي من الأمراض ويمكن أن يستخدمه الشخص السليم لحماية نفسه من الأمراض. نود أن تعطي القارئ الكريم فكرة عن هذا العلاج الذي شغل العالم في الآونة الأخيرة؟ - اليوبيكينول المكون العضوي الفعال بالإنزيم المساعد (CoEnzyme Q) لكل خلايا الجسم في الإنسان وعند الحيوان: إن الحديث عن الإنزيم المساعد (CoEnzyme Q) لكل خلايا الجسم في الإنسان والحيوان له أهمية كبرى لأنه لا يمكن لأي خلية أن تعيش دون هذا الإنزيم، ولقد أسموه العلماء (Fuel Energy) أي الطاقة الوقودية وكان محط أنظار لأبحاث عالمية كثيرة حيث انبهر به كل عالم وكل باحث عالمي وفي كل يوم يأتون بجديد عن تأثيراته السحرية النافعة عند الإنسان ويستحق أن يقال عنه العلاج أو المكمل الغذائي المساعد المعجزة، ويتركب الإنزيم المساعد (CoEnzyme Q) لكل خلايا الجسم في الكبد بفعل خميرة (HMG-CoA Reductase)، وقد اكتشفه العلماء بمكونه غير الفعال ذاك الوقت والذي يسمى (كيوتن) عام 1957م، وقامت دراسات علمية كثيرة حوله إلى أن استطاع العلماء في اليابان أن يكتشفوا طريقة تركيب المكون العضوي الفعال منه واسمه (اليوبيكينول) (Ubiquinol) وقاموا بتسويقه عام 2008م. * ما هي أسباب أهمية اليوبيكينول للإنسان؟ - تمثل نسبة اليوبيكينول في الدم ما بين 92% - 98% من مجموع الإنزيم المساعد (ConEzyme Q) أما النسبة الباقية وتمثل ما بين 2% - 8% فهي للكيوتن غير الفعال (Q10) تأتي أهمية اليوبيكينول لوظيفته المزدوجة والتي لا غنى عنها في جسم الإنسان وهي: أولاً: يلعب الدور الأهم والحيوي لإنتاج الطاقة الضرورية لاستمرار حياة الخلية وتجديدها، فهو يعمل على إنتاجها داخل جسيمات صغيرة في الخلية يقال لها المتقدرات (Mitochodria) وهذه العملية تسمى Respiratory electron transport chains in Mitochondria. - ثانياً: يعتبر اليوبيكينول أقوى مادة مضادة للأكسدة ذوابة في الدسم في جسم الإنسان، هذه الوظيفة التي لا غنى عنها تحمي الجسم من تأثيرات الجذور الحرة الضارة، بل وزد على ذلك أنها ضرورية بشكل أساسي لتفعيل الكثير من مضادات الأكسدة الأخرى، هذه الأخيرة لا يمكن أن تقوم بعملها إلا بوجود اليوبيكينول مثل فيتامين إي وفيتامين سي، وحديثاً اكتشفت معلومة جديدة عن اليوبيكينول أنه يمنع تحول الكولسترول إلى كولسترول مؤكسد، هذا الأخير هو المسؤول عن تراكمه في الشرايين وتشكل العصيدة الشريانية ومن ثم تصلب الشرايين، وقد أثبتت دراسات كثيرة أنه ينقص الكولسترول الضار إذا استعمل لوحده بنسبة 12.7% وأيضاً ضرورة استخدامه مع خاضفات الكولسترول (الستاتين) عند المرضى المصابين بضعف عضلة القلب (Nice Recommendation 2011). * ما عدد الدراسات التي تمت عن اليوبيكينول؟ - هو من أكثر المكملات الغذائية الذي استحوذ على اهتمام كثير من العلماء والباحثين، ولو أحصينا الدراسات التي نشرت تحت (Medpub) لكانت حوالي 1546 دراسة علمية من مجمل الدراسات التي استهدفت (CoEnzyme Q) وعددها 12371 دراسة علمية ونلخص استعمالاته كالتالي: 1 - القلب: قصور القلب الاحتقاني، وتعديل الضغط الشرياني ومعادلة تأثيرات الستاتين الضارة (ينصح بالمشاركة معها) وإنقاص الكولسترول الضار بنسبة 12.7%. 2 - داء السكري: يؤدي إلى زيادة استجابة الجسم تجاه الأنسولين والأدوية الفموية الخافضة للسكري وإنقاص تأثيراتها الجانبية. 3 - الكلية: له دور هام في الحفاظ على وظائف الكلية وزيادة الرشح الكلي وإنقاص الزلال في البول وإنقاص كرياتين الدم. 4 - مضاد للشيخوخة. 5 - مضاد للإجهاد والتعب. 6 - يستعمل في الرياضة ليزيد في الإنتاج وقدرة التحمل. 7 - عند المدخنين: أثبتت عدة دراسات أن اليوبيكينول له تأثير هام ورئيس في إنقاص الجذور الحرة الضارة الناتجة عن التدخين وغيره. 8 - عدم الإنجاب: يزيد من حركة وعدد الحييات المنوية الطبيعية، وفي الشقيقة وفي الأمراض العصبية وإشراكه مع الأدوية التي لها تأثيرات جانبية ضارة كمضادات السرطان الكيماوية وغيرها. 9 - جمال الجلد: نقاوة البشرة وإنقاص التجعدات فيها. * ما هي أهم الدراسات العلمية عليه؟ - هناك عدد كبير من الدراسات لكن سوف اختصرها حسب أهميتها: 1 - LANGSJOEN 2008 - dal 2011 هذه الدراسة عن توسع القلب وزيادة قوته. 2 - Gao 2012 - MORTENSEN 2003 اليوبيكينول يحسن وظيفة البطانة الشريانية في أمراض الأوعية الشريانية. 3 - SCHMELZER 2011 اليوبيكينول ينقص الكولسترول الضار بنسبة 12.7%. 4 - LITTARRU 2007 Ubiquinol الجزيرة STATINS معادلة تأثيرات الستاتين الضارة. 5 - SHULTS2004 - MURATA2008 - MULLER2003 في الجملة العصبية. وهذا الرابط للاطلاع على الدراسات السابقة وغيرها: HTTPS://WWW.DROPBOX.COM/SH/6LLSKQO2Z2RL34X/HIYZCPMHAM * هل يمكن أن نحصل على اليوبيكينول من الأكل؟ - بالتأكيد لا. لأن تتناول 100 ملم من اليوبيكينول كمكمل غذائي تعادل ما يحتويه 3.1 كلم من لحم البقر و6.4 كلم من سمك السردين و2.5 كلم من الحبوب (القمح وغيره) و1.7 كلم من المكسرات كالبندق وغيره. * هل هو علاج آمن؟ - اليوبيكينول آمن جداً في استعماله بحد ذاته بل وأنه حين مشاركته مع الأدوية الأخرى كأدوية السكري والسرطانات يؤدي إلى إنقاص تأثيراتها الضارة وخاصة التوصيات الحديثة بمشاركته مع حافظات الكولسترول المعروفة. * الخلاصة: تبين أن اليوبيكينول له دور أساسي في حياة الخلية والمحافظة عليها وإمدادها بالطاقة اللازمة لاستمراريتها وتجديدها وحفظ أجهزة الجسم كلها من تأثيرات الجذور الضارة على العضوية. كم عدد الدول التي سجل فيها اليوبيكينول: - عددها ثلاثون دولة في العالم منها دول أوروبا وأمريكا ويعتمد تسجيل اليوبيكينول فيها على الأمان في استخدامه (Safety) كمكمل غذائي جديد (NDI new dietary ingredient) مثلاً في أمريكا سجل هذا المكمل عام 2008 استناداً إلى شهادة (GRAS) أي الأمان في استخدامه، وأعتقد أنه سوف يسجل قريباً في المملكة ودول الخليج إذ تم تقديم ملفه لهيئة الدواء والغذاء. كما تحدث ل(الجزيرة) الدكتور رياض العشبان مدير مختبرات هيئة الغذاء والدواء سابقاً وأستاذ مشارك في كلية الرياض لطب الإنسان والصيدلة والمستشار العلمي لسموه، حيث قال: إن الأمير سلطان بن فهد شخصية فريدة من نوعها في رقيها وفي وفائها وفي التزامها وفي حبها للأعمال الإنسانية وفي رغبته الشديدة لدعم الأبحاث العلمية للباحثين طالما أن هذه البحوث قد يستفيد منها الإنسان في كل العالم وتنعكس على كل أفراد المجتمع بصورة مباشرة. وفي هذا الجانب أود أن أؤكد للقارئ أن عدد الأبحاث العلمية التي دعمها سموه الآن تجاوزت خمسة عشر بحثاً علمياً متنوعاً في مجالات علمية متنوعة (طبية وزراعية)، بعضها انتهى وتحول بعض منها إلى الشكل الصناعي مثل المبيدات الحيوية البيوكونت - ت والتي حلت بديلاً عن أكثر من ثلاثين مبيداً كيميائياً. وقد شعر المزارعون داخل المملكة وخارجها بأهمية هذه المبيدات وقدرتها على المكافحة الحيوية، بل إن قدرتها تجاوزت قدرة المبيدات الكيميائية، ومدة تحريمها لا تتجاوز ساعات في حين أن المبيدات الكيميائية مدة تحريمها تتجاوز أحياناً شهراً وهذا مصدر خطورتها لأن المزارع لا يتقيد بالتعليمات فتسبب الأمراض المستعصية لكل من يأكل هذه المنتجات الزراعية. والله يجزي الأمير خير الجزاء على هذا العمل العظيم، خصوصاً وأن سموه اشترط على الباحثين والمصنعين أن يكون هذا المبيد الحيوي بأقل قيمة من المبيدات الكيميائية. * كيف تعمل هذه المبيدات ومن هو العالم المخترع؟ - العالم هو البروفيسور الدكتور علي البهادلي أحد أهم علماء النبات في العالم وخاصة في علم وقاية النبات، وهو خريج جامعة ديفز في الولاياتالمتحدة، وله أكثر من عشرين بحثاً، وقد تم دعم أبحاثه في هذا المجال حيث إن سمو الأمير استشعر خطورة المبيدات الكيماوية وأثرها المباشر على الإنسان خصوصاً وأن الدراسات أكدت أن المبيدات الكيميائية سبب مباشر في الأمراض المستعصية مثل السرطان والفشل الكلوي وتليف الكبد، لذلك حرص سموه على دعم تطوير الأبحاث العلمية في هذا المجال وتم إنتاج المبيدات والآن تستخدم هذه المبيدات كأفضل الحلول في الزراعة العضوية، كما أن هذه المبيدات أبدت قدرة علاجية للقضاء على سوسة النخيل. * كيف يتم الاتصال بسمو الأمير أو بكم لتبني الأبحاث؟ - يمكن في هذا الجانب أن يتم الاتصال بي عن طريق بريدي الإلكتروني ([email protected]) من قبل الباحثين ويتم إرسال البحث ودراسته ومقابلة الباحث، وإذا رأينا أنه من الناحية المبدئية إيجابي يتم رفع تقرير لسمو الأمير وأخذ الموافقة في هذا الجانب. أود أن أذكر شيئاً هاماً وهو أن سمو الأمير كلفني بأن أقوم بتجهيز مختبر علمي متكامل يحتوي على جميع الأجهزة والمعدات ليقوم بعمل جميع الأبحاث العلمية التي تخدم الباحثين في جميع المجالات العلمية الطبية أو الزراعية، وسيكون هذا المختبر متاحاً لكل باحث علمي جاد يرغب في تطوير أبحاثه، وهذا المختبر هو قيد الإنشاء الآن وسوف يعلن عنه قريباً. نسأل الله أن يجعل هذه الأعمال المباركة في ميزان أعمال سموه. وعن التأصيل الشرعي في أهمية الدعم العلمي ودور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز تحدث الدكتور خالد الحميزي المحامي والمحكم وعضو الجمعية القضائية السعودية فيقول: إن ما تحقق للأمم المتقدمة من نهضة شاملة ومكانة عالمية مرموقة، يرجع في الأساس إلى تأصيل البحث العلمي في مسيرتها التنموية وإخراجه من بوتقة الفردية والارتجالية إلى أفق العمل المؤسسي الرحب والتخطيط الإستراتيجي المتكامل، ولذلك أدركت تلك الأمم مبكراً أهمية هذا الأمر، فأنفقت الكثير على المراكز البحثية، وها هي الآن تجني ثمار ما زرعت، ونجد أن عالمنا الإسلامي بشكل عام وهذه البلاد المباركة على وجه الخصوص تتجه نحو هذا الاتجاه بدعم البحوث العلمية وإيجاد مخرجات علمية ناجحة تفيد الحاضر والمستقبل، ومن أهم هذه المجالات البحثية العلمية التي تستحق الدعم وهي كثيرة مثل: (دعم القطاع الصحي والطبي) وهو ما لقي اهتماماً كبيراً من ولاة الأمر -حفظهم الله- ومن أبرزهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد -حفظه الله، حيث بدعمه السخي غير المحدود للعديد من البحوث العلمية بوجه عام، والطبية بوجه خاص ولا شك أن دعم مثل هذه البحوث العلمية من الأهمية بمكان وهو من الصدقات الجارية المستديم نفعها وخيرها، وقد جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته). وإن الداعم لمثل هذه البحوث قائم على ثغور الدين، فإن الفقهاء ذكروا أن الضروريات التي فرضها الله تعالى على العباد، وعليها قام الدين وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض. ففي الطب حفظ للنفوس وللعقول بعلاجها وحفظ للأعراض بالتحذير من الأمراض وكشف الاعتداءات الجنسية وحفظ الدين لأن الدين لا يقوم إلا بنفوس العقلاء، وحيث إن الموارد المالية من العناصر الأساسية لإنجاز البحث العلمي في الواقع المعاصر الذي يتطلب مجموعة من المصروفات اللازمة لإنجاحه على الوجه الأمثل من مصروفات على الجهاز الإداري، أو مكافأة الباحثين أو مكافأة اللجان العلمية أو التحكيم العلمي، فإننا نهيب بالجميع لدعم المشاريع سواء كان ذلك بالدعم المادي المباشر أو عمل المزيد من الكراسي البحثية المتخصصة في هذا المجال لما لها من أثر في تحقيق عدد من الأهداف التي تساعد في تطوير أدوات البحث والدراسات ومخرجاتها في المجال الطبي والاستفدة من جمهور العلماء والمختصين في الجامعات علاوة على الاستفادة من تجارب الآخرين في المجالات المشابهة، وكذلك عمل الأوقاف لدعم هذه المشاريع، بحيث يكون رجال الأعمال والتجار الأثرياء بناة حقيقيين لحاضر الأمة ومستقبلها، وهو ما يدل على وعي عميق منهم بوحدة هذه الأمة وباستمرارها عبر أجيالها المتعاقبة.