كان حديث سليمان العيسى -رحمه الله- قبل نحو أربع سنوات في ثلوثية الدكتور محمد المشوح يفيض بالإنسانية والوفاء وهو يتحدث بلسان المخلص والمحب لمن ساهموا في إاثراء حياته العلمية والعملية.. وأشار العيسى وهو يتحدث عن ذكريات طفولته إلى معاناته مع المرض الأمر الذي جعل والديه يحملانه من طبيب شعبي لآخر بحثاً عن العافية حتى ولو كان العلاج بالكي الذي تذوق مرارته في أحيان كثيرة. وقال العيسى ومع هذا المرض الذي لازمني إلا أن والديّ لم يفقدا الأمل بالله حتى تجاوزت المرض بفضل الله ثم بدعوات والدي الذي غمرني بحنان دافق ونصح رائع ما شكل شخصيتي ودفعني للنجاح.. وأشار إلى أنه بكى كثيراً في حياته إلا أنه شعر أن الدمع الذي تساقط من عينيه عند وفاة والده ما زال يتحجر حزناً وفقداً في كيانه كله. وأزجى العيسى شكره على ما وجده من المربي الشيخ عثمان الصالح -يرحمه الله- إبان دراسته في معهد الأنجال آنذاك معهد العاصمة حالياً إذ استفاد منه كثيراً في النصح والتوجيه، لافتاً إلى أن بوابة مشاركاته كانت في الجمعية الأدبية داخل المعهد خطيباً ومشاركاً.. وأشار إلى أنه قدم اعتذاره للشيخ سعد الحصين بعدم ابتعاثه لدراسة القانون في جامعة السربون بباريس بعد تخرجه من المرحلة الثانوية والتحق بكلية الآداب في جامعة الرياض آنذاك جامعة الملك سعود حالياً حتى تخرج فيها واعتذر للعمل فيها على وظيفة معيد وأرجع ذلك إلى رغبته للعمل في مجال الإعلام.. إذ بدأ العمل مراسلاً متعاوناً غير متفرغ في صحيفة الرياض ثم البلاد ثم الجزيرة حتى وصل إلى سكرتير تحرير صحيفة الجزيرة إبان صدورها أسبوعية إضافة إلى تعاونه مع التلفزيون كمذيع متعاون في برنامج الرياضة ثم مذيع فترات متعاون والمشاركة في التعليق الرياضي. وأكد العيسى أنه اعتذر لوزير المعارف حسن آل الشيخ من العمل في حقل التدريس بعد تخرجه من الجامعة. وقال العيسى: (طلب مني العمل في الوزارة والاستفادة من نشاطي الإعلامي وصدر قرار تعييني مشرفاً فنياً في رعاية الشباب ووزارة المعارف، وكنت أعمل صباحاً في الوزارة ومتعاوناً في الصحافة والإذاعة والتلفزيون في الفترة المسائية واستمررت في هذه الوظيفة لمدة تزيد عن أربع سنوات، بعد ذلك استدعاني وزير الإعلام إبراهيم العنقري -رحمه الله- حيث أكد أن الحاجة تستدعي تفريغي للإعلام وجرى نقلي من وزارة المعارف إلى الإعلام مديراً لقسم التنفيذ، مما أتاح لي زيادة نشاطي في التلفزيون وقراءة نشرة الأخبار والمشاركة في مناسبات النقل الخارجي الحية والاحتفالات الرسمية). وتطرق العيسى إلى برنامجه التلفزيوني الشهير (مع الناس)، مشيراً إلى أنه حقق شهرة واسعة على مدى خمسة وعشرين عاماً، وكان يلقى تشجيعاً ودعماً من ولاة الأمر ومن المسؤولين على كل المستويات بالإضافة إلى أنه حقق كثيراً مما طالب به المشاركون فيه نتيجة لتجاوب المسؤولين مع ما يطرحه المشاركون على اعتبار أنه نافذة صادقة وصريحة لنقل هموم الناس وقضاياهم داخل الجهات الحكومية ويتواجه من خلاله المسؤول مع قضايا المواطنين. وأوضح العيسى أن عمله الإعلامي المتفرغ في الديوان الملكي حال بينه وبين الاستمرار في البرنامج.. وقال في هذا الصدد: إن برنامج (مع الناس) الذي كان يعرض مساء يوم الأحد كان يتحدث عنه الوزراء في مجلس الوزراء في اليوم الذي يلي عرضه في التلفزيون. وقال: كم تمنيت لو واصل التلفزيون إنتاج البرنامج وإسناده إلى مذيع آخر وهذا لم يحصل للأسف رغم استفسارات المشاهدين عن سبب اختفاء البرنامج وتطلعهم لعودته من جديد. ولفت العيسى إلى إسهاماته الإعلامية، حيث عمل مسؤولاً ومحرراً وكاتباً لزاوية بعنوان (على الهامش) ثم (نوافذ للشمس) وأثمر عن صدور أول مؤلف له تحت عنوان (من مدائن العقل) في جزئه الأول بالإضافة إلى كتب تحت الطبع بعنوان (خالدون بدموع الحزن) وكتاب بعنوان (نسمات على وسائد الليل). وشدّد العيسى على أن الإصرار والعزيمة يحتاجها من يشتغل في حقل الإعلام ليتحقق النجاح الذي ينشده لافتاً إلى أن الحس الإعلامي ركيزة أساسية في العمل الإعلامي والاستفادة من آراء الآخرين والتفاعل الصادق مع المهمة الإعلامية.. وقال: عندما تملك الأدوات الإعلامية الجيدة ستجد نفسك في دائرة ثرية ومنتجة تضحي معها بوقتك وراحتك وتتذوق معها حلاوة الإنجاز وثمرة الجهد. وأشار إلى الثقة التي نالها من ولاة الأمر في تولي مسؤولية التغطية الإعلامية وقراءة النشرات الإخبارية المهمة وتقديم المناسبات الكبيرة مما أعطاه زخماً من التجربة.