تظل مشكلة التعامل مع السيارات وحوادثها والتهور بها من قبل شبابنا أمراً مؤرقاً لكل من يهمه مصلحة بلادنا وحياة أفرادنا وأعمار شبابنا، كيف لا..؟ ونسب الوفيات والجرحى والمصابين والمتضررين من حوادث السيارات تكاد تكون في بلادنا أعلى النسب في العالم، وكل ذلك راجع لأسباب متعددة ترتبط بالأسرة والمجتمع والنظام والدولة، وفهم واع لقيادة السيارة وأخلاقها إلا أن ما يؤرق بشكلٍ أكبر هذا الاستهتار الشنيع من قبل شبابنا بالسرعة في الطرقات، وظاهرة التفحيط التي أصبحت أمراً موجوداً في أكثر مناطقنا ومحافظاتنا بشكلٍ يسترعي الانتباه، ويستدعي استحضار الجهود لمقاومة هذه الآفة التي أودت بحياة ممارسيها والمتفرجين عليها وأصبحت مجامع لبؤر المخدرات والمشكلات الاخلاقية حسب شهادة المشاركين، وكذلك المراقبين لأجل ذلك فلابد من نظامٍ صارمٍ لمواجهة ذلك تتكاتف عليه الجهات الأمنية والشرعية والقضائية والتعليمية والاعلامية ليعدوا لنا جميعاً خطةً طويلة الأمد متعددة الأساليب مدعمةً بالدراسات والاستبانات والأسباب ومن ثم العلاجات، ثم تطبيق صارم واستحداث أنظمة رادعة لنتخلص من هذه الظاهرة التي أصبحت سمةً لشباب بلادنا مع الأسف.. مع استهتار شنيع لأرواحهم وأرواح غيرهم وممتلكاتهم، ومقدرات أوطانهم. الصور شاهدة وأفلام (اليوتيوب) التي تصور أفعالهم تبين لنا هذا الخطر المحدق لبلادنا وحينما أعلنت وزارة العدل قبل أيام إحصاءً للقضايا المعروضة في المحاكم والمتعلقة بقضايا التفحيط وجاءت منطقة القصيم متقدمةً بعدد القضايا المعروضة على المحاكم بحوالي الضعفين عن المنطقة التي تليها حيث عرضت في المحاكم خلال عام مضى اثنتان وعشرون قضية في منطقة القصيم بينما جاء ثانياً المنطقة الشرقية بعدد ثماني قضايا ثم بقية المناطق، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على إيجابية منطقة القصيم وتكاتف المنطقة إمارةً يحمل همها سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وفقهم الله ومحافظاتٍ وإداراتٍ معنية وجهاتٍ أهليةٍ واجتماعية لمواجهة هذه الظاهرة فنتج من ذلك هذا العدد من القضايا المرفوعة للقضاء وهو ما ينبغي ردعاً لممارسيها، ويحزنني كثيراً أن مناطق أخرى سكانها أضعاف سكان منطقة القصيم وتمارس فيها هذه الظاهرة بكثرة ومع ذلك لا ترى ولا تسمع مقاومة تذكر إلا قليلاً لا يسمن ولا يغني من جوع.. إنها دعوة لنتكاتف جميعاً لمواجهة ظاهرة التفحيط المقيتة والمقلقة فالوطن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه لنا جميعاً يهمنا أمنه ونسعى لوحدته ونتعاون لتطويره ونتطلع إلى يومٍ تقل فيه هذه القضايا بانعدام ظاهرة التفحيط وليس بإهمالها والتقليل من شأنها.. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.