الألم ليس مقتصراً على المرض العضوي الذي يحس به الإنسان، بل هناك أمراض حسية ومعنوية يتسبب بها الإنسان الذي لم يتفاعل مع الاستخلاف الذي أراده الله لعباده؛ فالمواطنة والامتثال لأهدافها إذا أصلت وفق ثوابت الإسلام تصب في الاستخلاف، والذي يرسخ الحضارة في أعلى درجاتها التي ترتقي بالإنسان وتهيئ له الحياة السعيدة والآمنة التي تبعد عنه الألم، وتحل بدلاً عنه الراحة والعافية، وهذا ما سعى إليه الإسلام الذي لم نعانق ذخائره التي تهذب سلوك الإنسان وتجعله حضارياً في كل تصرفاته متى ما استشعرها وعمل بها، ولكن للأسف لازلنا نعاني في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من الممارسات الخاطئة التي اخترت لها في هذه المقالة هذا العنوان (يؤلمني) حيث سوف استشهد ببعض المشاهد التي نشاهدها كل يوم سواء كان أثناء تجوالنا بالسيارة أو راجلين.. ومن هذه المشاهد. 1 - يؤلمني أن تجد بعض العمالة توقف سيارتها على الأرصفة وما ينتج عنها من تلفيات للأشجار وحرمان المارة من التنقل من شارع إلى آخر بسهوله. كذلك قيام بعض العمالة بتوقيف درجاتها الهوائية والنارية واسنادها على الأشجار من خلال استخدام أقفال لمنع سرقتهاز هذا التصرف من هذه العمالة يتم أمام أعين رجال المرور والبلدية الذين لم يحركوا ساكناً لمنع هذه العمالة من هذه التصرفات غير الحضارية. 2 - يؤلمني تصرفات بعض المواطنين والمقيمين الذين يتوقفون في الأماكن الخاصة بالمعوقين. 3 - يؤلمني الوقوف الخاطئ لبعض المصلين ولاسيما يوم الجمعة فتجد المئات من السيارات متوقفة في الشوارع الرئيسية والتي يترتب عليها توقف الحركة، والتي بلا شك يترتب عليها أمور أخرى مثل عرقلة مرور سيارات الاسعاف والدفاع المدني والحالات الأخرى المرتبطة بأمور الناس الحياتية. 4 - يؤلمني الحالة السيئة التي تشهدها الحدائق، وخاصة بعد انصرف المتنزهين في هذه الحدائق فتجد أعقاب المشروبات الغازية والمأكولات مبعثرة هنا وهناك، أيضاً دورات المياه والتي لم يتم استخدامها بشكل حضاري. 5 - يؤلمني الازعاجات التي تحدث من بعض السائقين للسائقين الآخرين الذين يلتزمون بالسرعة المحددة داخل المدينة فتجدهم يصدرون بعض الازعاجات من خلال استخدام المنبه (البوري) وفي بعض الأحيان يصاحب ذلك شتم ولعن وقد يصل في بعض الأحيان إلى أن يوقف سيارته لإبداء العدوانية والتشابك مع السائقين. 6 - يؤلمني المناهج الدراسية التي مع نهاية كل عام دراسي تجدها مرمية في الطرقات ولاسيما عند المدارس ويداس عليها بالأقدام متجاهلين قدسيتها لأن معظمها تتضمن آيات قرآنية وأحاديث نبوية. 7 - يؤلمني تسكع بعض الشباب في الأسواق ومضايقتهم للعوائل والمتسوقين. 8 - يؤلمني طفل لا يتجاوز عمره اثنتي عشر سنة وهو يتعبث بشرب الدخان. 9 - يؤلمني الفراغ الذي يقضيه بعض الشباب في المقاهي ولاسيما (مقاهي الشيشة والمعسل) وما يترتب عليه من ضياع للصحة والمال. 10 - يؤلمني تصرفات بعض أئمة المساجد في عدم التقيد بمواعيد أقامته الصلاة والمحددة من وزارة الشؤون الإسلامية. أخي القارئ الكريم الحديث قد يطول في سرد المواقف التي تؤلمك وتؤلمني ولكن لعل ما ذكرته من مشاهد أن تكون في طريقها إلى الزوال. هذا ما أرجوه وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. والله من وراء القصد [email protected]