تحظى المؤسسات الإنسانية والخيرية في بلادنا باهتمام غير عادي من قبل ولاة الأمر، ومن قبل رجال الخير ورجال الأعمال، وعلى الرغم من ذلك هناك حاجة ماسة دائما لتعزيز هذه الجوانب الخيرية والإنسانية في حياتنا، فهي واجب ديني واجتماعي نؤديه جميعا إلى فئات من أهلنا وأبنائنا والأجمل من ذلك عندما يتواجد شخصية رمزية مرموقة على رأس هذه المؤسسات الإنسانية، ويعزز من مكانتها الاجتماعية والاقتصادية، ويكسبها مزيدا من الجدية والمصداقية والدعم المالي، فبالأمس القريب كان لتشريف سمو الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - الرئاسة الفخرية لجمعية صعوبات التعلم فخراً لها ودعما لنشاطاتها الإنسانية والاجتماعية والمالية. لقد تم تأسيس الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم في عام (1431ه) كأول جمعية في المملكة تخدم ذوي صعوبات التعلم، وهي تقدم الخدمات الإنسانية والتي تشمل تطوير قدرات الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم في المجالات التعليمية والمهنية وتعويدهم على التعلم والاستفادة من وقتهم والعمل على تقديم الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والرياضية والتدريبية لهم، والدعم اللازم من الاستشارات الأسرية والشرعية والاقتصادية. والجمعية تسعى إلى التوسع في افتتاح عدد من الفروع في أنحاء المملكة، وذلك ضمن خططها وبرامجها السنوية من أجل نشر خدماتها وتوعية أفراد المجتمع بفئة الأطفال الذين لديهم صعوبات التعلم، وتغيير النظرة السلبية عنهم، ومن الممكن دمجهم في المدارس العادية، حيث إن الأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم يتمتعون بقدرات طبيعية، وليس لديهم إعاقة بصرية أو سمعية أو ظروف أسرية، ويمكن التعرف عليهم عند ملاحظة أي تدني في التحصيل الدراسي أو عدم القادرة على اكتساب المهارات مقارنة بزملائهم في الدراسة. الدكتور عثمان العثمان رئيس مجلس إدارة الجمعية دعا في وقت سابق جميع أفراد المجتمع ومؤسساته الحكومية والخاصة والمهتمين بالعمل الخيري إلى دعم الجمعية ماليا ومعنويا، حيث إن هدف الجمعية خيري وإنساني وليس هدفها الحصول على الربح المادي، بل خدمة أطفال صعوبات التعلم وعلاجهم وتدريبهم بالإضافة إلى توعية أفراد المجتمع بإعاقتهم وما يعانونه من صعوبات التعلم وكيفية التعامل معهم من خلال إقامة الدورات والورش التوعوية في جميع أنحاء المملكة. فدعمنا لهذه المؤسسات الخيرية والإنسانية هو تعبير حقيقي عن إنسانيتنا وكرامتنا، وعن واجب وطني مهم نحتاجه دائما، ونحرص على رعايته والاهتمام به، وزرعه في نفوس وعقول شبابنا فالغرب تقدم مسافات كبيرة في العمل الإنساني والوقف الخيري، وجعل من هذه الأمور ثقافة وتقاليد إنسانية وطنية سامية، رغم أن جوهر ديننا ومحور رسالته منصب على البعد الخيري والإنساني. لذا نأمل من الجميع دعم جمعية صعوبات التعلم وخاصة من المتخصصين في وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي والجامعات والمؤسسات العامة والخاصة، والخيرية ورجال الأعمال والسعي إلى العمل الجماعي نحو تحقيق أهداف موحدة لإنجاح خدمات الجمعية ودعم تطورها، حتى تحقق الجمعية مقاصدها وأهدافها وتلبي احتياجاتها لكي تصبح المدرسة العادية هي مقر تقديم خدمات صعوبات التعلم. [email protected] مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية