تكثر مقترحات تردني للكتابة عنها، وما تكرر منها هو بشأن العناية بمواهب الصغار في المدارس, إذ تعنى المناهج الدراسية بالمحتويات المعرفية التي تلقن لهم، ولا تتضمن الأنشطة الصفية، أو الخارجة عنها برامج تتيح المجال لتفكيرهم من جهة، ولا تقدم لهم العناية بمواهبهم من جهة أخرى، إذ لا تزال المدارس تخلو من المكتبات، والجدول الدراسي ليس يخص القراءة الحرة في المكتبة المدرسية بزمن.. وعندما نسترجع التعليم في جيلنا، نتذكر أن هناك جدولا يوميا كان لحصة القراءة في المكتبة، ومناقشة ما تم قراءته.., ومن ثم التلخيص مع تضمينه رأينا الشخصي فيما تضمنه ما قرأناه في مختلف المراجع المنتقاة بعناية تفوق مداركنا حينذاك، إذ تعج مكتبتنا المدرسية كانت بشتى أنواع الكتب الملونة في التاريخ والسير واللغة والقصص والرسم وغير ذلك.. كما كان هناك أيضا جدول في الأسبوع لمرات ثلاث، كنا نتبادل فيها أفكارنا، ونطرح ما نكتب من خواطر, وشعر، وقصة، أو نشكل من رسم أو عمل فني, تتزين به ساحات وردهات مدرستنا.., كذلك لا تعدم الموهوبة في الطبخ من تقديم أكلة نتقن إعدادها، فنتذوقها.. وتشاركنا مدرستنا ومديرة المدرسة في جو أسري مفعم بالحيوية والبهجة.. من أجل ذلك كنا نستيقظ قبل العصافير ونتهيأ بفرح للذهاب لمدرستنا.. هذه البهجة لا تتحقق في نفوس الصغار الآن, بل كما سبق أن كتبت هنا، نجدهم يتململون في الصباح من الذهاب إليها, ويبيتون عدم الرغبة في المدرسة من المساء..!! إن التعليم في المدارس على ما لحق به من تغيير, وتحديث, وسعي للتطوير, إلا أنه لا يزيح عن المواهب،والقدرات الأغطية، ولا يفسح لها المنافذ.. لا يزال التعليم درسا وواجبا، وحفظا وأداء، واستظهارا, وإفراغا..إلا ما قل ولم يؤثر.. تحتاج ذائقة الدارسين لصقل، لما لديهم من مواهب في قرض الشعر, أو سرد القص، أو مهارة الفنون الجميلة، أو حتى الميل للقراءة، وحذاقة النقد.. متى تكون المدارس مصانع..؟ ومصادر، وموانئ..؟ عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855