تحتفل المملكة العربية السعودية (حكومة وشعباً وجيشاً) بيومها الوطني الذي يمثل تأسيس وتوحيد جميع القطاعات والمناطق والمحافظات والمدن والقرى جميعا تحت كيان واحد يعرف الآن باسم (المملكة العربية السعودية), حيث استطاع المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود أن يستعيد الرياض في (5 شوال عام 1319هجرية) الموافق عام 1902م في معركة لا يزال المؤرخون يقفون بذهول أمام ما اتصفت به من جرأة وحسن تنظيم ومن الرياض انطلق (الملك عبدالعزيز) في مشوار طويل من الكفاح المتواصل حتى توحيد البلاد وقد صدر مرسوم ملكي بتوحيد مقاطعات الدولة التي تحولت بمقتضى هذا المرسوم إلى مسماها الحالي - المملكة العربية السعودية - في 21 جمادى الثانية عام 1351هجرية - 23 سبتمبر 1932م وهو التاريخ الذي أصبح يعرف فيما بعد (باليوم الوطني السعودي). والتاريخ الصادق الشفاف الذي لا يكذب على أحد ولا ينكر أي حقائق (تاريخية) يسجل في صفحاته أن شرارة التأسيس والتوحيد للمملكة العربية السعودية بدأت من دولة الكويت الشقيق, حيث دخل الميدان في تلك الفترة الأمير محمد بن رشيد أمير حائل الذي بسط نفوذه وسيطرته على شطر كبير من الجزيرة العربية وكانت الحكومة العثمانية في (الأستانة) تدعمه بقوة للوقوف في وجه آل سعود. وانتهت الفترة الثانية لولاية الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود بمغادرته الرياض وعائلته حيث استقر في دولة الكويت الشقيق, وكان أحد أبنائه هو عبدالعزيز الذي كان في العقد الثاني من عمره, وما أن وصل عبدالعزيز مع والده إلى الكويت الشقيق حتى بدأ الإعداد والاستعداد للعودة للرياض لاسترداد أرض الآباء والأجداد بدعم قوي وتشجيع من حكومة وشعب الكويت الشقيق. وقصة توحيد وتأسيس بلادنا المملكة العربية السعودية ودور الكويت الشقيق هو (تاريخ لن تنساه المملكة العربية السعودية وشعبها الأصيل مدى الحياة). كما أن دور المملكة العربية السعودية في تحرير الكويت الشقيق هو (أيضا تاريخ لن تنساه الكويت وشعبها النبيل مدى الحياة). لقد كان لمشاركة القوات السعودية في الدفاع عن أرض الكويت ضد تهديد النظام العراقي آنذاك الدور الكبير والمميز نتيجة لموقف القيادة السعودية المتين والصلب في وجه الأطماع والمواقف الجائرة ضد الكويت, وقد شاركت المملكة بقوات فعالة في تحرير الكويت طبقاً لما حدد في قرار الجامعة العربية. ومن أهم الخطوات التي اتخذتها السعودية لتحرير الكويت أنها لم تضع ضمن حساباتها العسكرية والسياسية أن تقوم دولة عربية شقيقة بالاعتداء على دولة عربية أخرى, لذا بادرت المملكة بعدة مبادرات سياسية ودبلوماسية كلها باءت بالفشل, فاضطرت قيادتها الرشيدة تحت توجيهات المغفور له بإذن الله الملك فهد طيب الله ثراه, بالدفاع عن أراضي الكويت وتحريرها في عام 1991م. نقول للحقيقة والتاريخ أن ما قام به الكويت الشقيق في دعم عبدالعزيز هو شهامة ومروءة الشعب والحكومة الكويتية, ونقول أيضاً أن ما قامت به المملكة العربية السعودية تجاه الكويت وأبنائها (الشعب والحكومة) هو واجب تحتمه المسئولية التي تحملها القيادة السعودية تجاه الأشقاء. [email protected] الرياض